More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
إن هيأته تتغيّر، وقد أصبحت له سُحنة القرّاء، كأنَّ سطح وجهه قد انقلبَ إلى الداخل.
ماذا عن صُنوف المخاطر التي يستوجب على رقيبِ الكتب أن يجابهها وحيدًا؟ ماذا لو ابتلعه كتاب؟ ماذا عن تعرّضه المستمر للأفكار السامّة؟ ماذا لو علِقَ في شَرَكِ روايةٍ ولم يعد صالحًا للعيش في الواقع؟
كتبًا تتمحور حول النجاحِ، والمال، والحُب، والسَّعادة، وأشياء يحققها المرء من خلال أفكارهِ. وجد الأمر مستفزًا، أن يخبره كتابٌ ما بأنه ليس صنيعة ظروفه، وأن ظروفه هي صنيعته، وأن كل ما عليه فعلهُ لكي يغيّر حياته هو أن يصدّق بأنها تغيرت.
يلعبُ زوربا معه لعبة المطاردة، كلما ألصقَ به صفة كان يعود وينقضها.
ثمَّ، كيف يفسِّر أن العالم أصبح جديدًا أمام عينيه، وأنه بات يعيد تسمية الأشياء؟
كتبٌ يحسُّ بأنه معنيٌ بقراءتها على نحوٍ خاص. كتبٌ تريده هو. تناديه.
أن الطريقة الوحيدة لصناعة مدينة سعيدة، هي بتفريغ سكّانها من رغباتهم، إلا تلك الضرورية لاستمرار النّوع.
إنَّ كل فكرة تعيسة لاحقها إنسانٌ ما في لحظةٍ من حياته، كانت في الحقيقة إفرازًا لا داعي له من مخيّلته.

