More on this book
Kindle Notes & Highlights
ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيرُه شرَّه فليتجهز إلى النار».
«أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالِم لا ينفعه الله بعلمه».
وما نفعنا إلا ركعات ركعناها في جوف الليل».
مثاله لو كان على رجل في برِّية عشرةُ أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعًا وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنُّك؟ هل تدفع الأسلحة شرَّه عنه بلا استعمالها وضربها؟!
«حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنُوا أعمالكم قبل أن تُوزَنُوا».
«الكَيِّس مَن دان نفسه، وعمل لِما بعد الموت، والأحمق مَن أتبَع نفسه هواها وتمنَّى على الله».
كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتهذيب أخلاقك، وكسر النَّفس الأمَّارة بالسوء، فطوبى لك ثم طوبى لك.
أيها الولد عِش ما شِئت فإنك مَيتٌ. وأحبِبْ مَن شِئت فإنك مُفارقُه. واعمل ما شِئت فإنك مَجزيٌّ به.
العلم بلا عمل جنونٌ، والعمل بغير علم لا يكون.
اجعل الهمَّة في الروح، والهزيمة في النفس، والموت في البدن؛ لأن منزلك القبر،
تُكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع صاحبه فقيرًا يوم القيامة».
«ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى: صوت الدِّيك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالأسحار».
ريحًا تَهُبُّ بالأسحار، تحمل الأذكار والاستغفار إلى المَلِك الجبار».
«إذا كان أولُ الليل يُنادي مُنادٍ من تحت العرش: «ألَا لِيَقم العابدون»، فيقومون ويصلون ما شاء الله. ثم ينادي مُنادٍ في شطر الليل: «ألَا لِيَقم القانتون»، فيقومون ويصلون إلى السَّحر. فإذا كان السَّحر ينادي مُنادٍ: «ألَا لِيَقم المستغفرون»، فيقومون ويستغفرون. فإذا طلع الفجر ينادي مُ...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
«اعمل لدنياك بقدر مُقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها»».
أفضل محبوبِ المرء ما يدخل معه في قبره ويؤنسه فيه، فما وجدتُه غيرَ الأعمال الصالحة،
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حق صادق، وظنَّهم وحسبانهم كلها باطلٌ زائل.
وكان بمتابعة الشيخ البصير جاعلًا محاسن الأخلاق له سيرة، كالصبر، والصلاة، والشكر، والتوكــل، واليقيــن، والسخــاء، والقناعــة، وطمأنينة النفس، والحِلم، والتواضع، والعلم، والصدق، والحياء، والوفاء، والوقار، والسكون، والتأني، وأمثالها. فهو إذن نور من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم، يَصلح للاقتداء
التصوف له خصلتان: الاستقامة، والسكون عن الخَلق.
فمَن استقام، وأحسن خُلُقَه بالناس، وعاملهم بالحِلم، فهو صوفي.
وحسن الخُلق مع الناس: ألا تَحمل الناسَ على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مراد...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
اعمل أنت بما تعلم؛ لينكشف لك ما لم تعلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عمل بما علم ورَّثه الله عِلمَ ما لم يعلم».
واقبَل نصيحة الخَضِر عليه السلام حين قال: ﴿فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾، ولا تستعجل حتى تبلغ أوانه يُكشف لك، وَتَرَهُ: ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾، فلا تسألني قبل الوقت، وتيقَّنْ أنك لا تصل إلا بالسَّير لقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا﴾.
اللواتي تَدَع: فأحدها: ألا تُناظر أحدًا في مسألة ما استطعت، لأن فيها آفات كثيرة؛ فإثمها أكبر من نفعها، إذ هي منبع كل خُلق ذميم، كالرياء، والحسد، والكِبْر، والحقد، والعداوة، والمباهاة، وغيرها. نعم لو وقعت مسألة بينك وبين شخص أو قوم، وكانت إرادتك فيها أن تُظهر الحق ولا يَضيع، جاز البحث،
ألا تُفرِّق بين أن ينكشف الحق على لسانك أو على لسان غيرك. والثانية: أن يكون البحث في الخلاء أحبَّ إليك من أن يكون في الملأ.
واعلم أن الجاهلين: المرضى قلوبُهم.
والعلماء: الأطباء.
والعالِم الناقص لا يُحسن المعالجة، والعالِم الكامل لا يُعالِج كل مريض، بل يعالج من يرجو ...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
أن تكون عِلَّتُه من الحماقة، وهو أيضًا لا يَقبل العلاج، كما قال عيسى عليه السلام: «إني ما عجزت عن إحياء الموتى، وقد عجزت عن معالجة الأحمق».
«نحن معاشِرَ الأنبياء أُمِرنا أن نكلم الناس على قَدْر عقولهم».
اجعل قَلبك قِبلة لسانك، واشعر عند الذكر حياء العبودية، وهيبة الربوبية.
فإن النفس تميل إلى الأرض، والقلب يميل إلى السماء،
وإن أردت السلامة فلا تنازع الأضداد، ولا تنافس الأشكال، كل من قال: أنا، فقل: أنت، وكل من قال: لي، فقل: لك.
قيل لداود الطائي: ما لك لا تخالط الناس؟ فقال: كيف أخالط مَن يتبع عيوبي، كبيرًا لا يعرف الخلق، وصغيرًا لا يُوقِّر،
وفي العزلة صيانة الجوارح، وفراغ القلب، وسقوط حقوق الخَلق، وإغلاق أبواب الدنيا، وكسر سلاح الشيطان، وعمارة الظاهر والباطن.
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾.
﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
فإن سعادة البهائم في الأكل والشرب والنوم والنكاح، فإن كنت منهم فاجتهد في إعمال الجوف والفرج.
إذا شئتَ أن تعرف نفسك، فاعلم أنك من شيئين؛ الأول: هذا القلب، والثاني: يسمى النفس والروح.
فلم يجئ في الشريعة أكثر من قول الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾؛ لأن الروح من جملة القدرة الإلهية، وهو من عالم الأمر، قال الله عز وجل: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ
وذلك أن العسكر الظاهر هو: الشهوة والغضب، ومنازلهم في اليدين والرِّجلين والعينين والأذنين وجميع الأعضاء.
وأما العسكر الباطن، فمنازله في الدماغ، وهو قوى الخيال والتفكر والحفظ والتذكر والوهم. ولكل قوة من هذه القوى عمل خاص، فإن ضعف واحد منهم ضعف حال ابن آدم في الدارين.
اعلم أن الشهوة والغضب خادمان للنفس جاذبان، يحفظان أمر الطعام والشراب والنكاح لحمل الحواس.
فيحتاج أن يكون أمرها متوسطًا؛ لئلا تزيد قوة الشهوة فتخرجه إلى الرخص فيهلك، أو تزيد قوة الغضب فتخرجه إلى الحمق فيهلك.
والنوم والنكاح، هي أخلاق البهائم. وكذلك أعمال الغضب من الضرب والقتل والخصومة، هي أخلاق السباع. وكذلك أعمال النفس وهي المكر والحيلة والغش وغير ذلك، هي أخلاق الشياطين. وكذلك أعمال العقل التي هي الرحمة والعلم والخير، هي أخلاق الملائكة.
وكذلك الشهوة والغضب، ينبغي أن يكونا تحت يد العقل، فلا يفعلا شيئًا إلا بأمره. فإن فعل ذلك صح له حسن الأخلاق،
وأخلاق الحسن كالنور والضوء، فإذا وصل إلى القلب طهره من ظلم المعاصي،
فلذة العين في الصور الحسنة، ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة. ولذة القلب الخاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى؛

