وبدأت أكتشف أن نوبات الهلع الخفيفة التي يُسبِّبها الاكتئاب تأخذ شكل ألمٍ جسماني غامض وبعيد كل البعد عن خبرات الألم العادية . ولكنه ليس ألمًا يمكن للمرء أن يحدد موضعه على الفور، مثل ذلك الذي ينجم عن كسرٍ في أحد الأطراف . وربما يكون من الأدق القول إن اليأس، ونتيجة لبعض الحيل الخبيثة التي تمارسها النفس على الدماغ السقيم، يشبه ذلك الإحساس الرهيب بالضيق الذي يعتريك حينما تُحبس داخل غرفة شديدة الحرارة. ونظرًا لأنه لا يوجد نسيم هواء يخفف من هذا الضيق الرهيب، ولأنه لا مهرب من هذا المحبس الخانق، فمن الطبيعي تمامًا أن تبدأ الضحية في التفكير بلا توقف في الموت .