Kindle Notes & Highlights
by
غسان يعقوب
Read between
June 19 - August 2, 2019
فكل نمو يمثّل إمكانات جديدة وإجراءات جديدة. وهذا ما يثير الحاجة إلى التفكير والبحث. ويمكن أن نلاحظ في غرفة الصف كيف يظهر منطق المعاني من خلال الحوار والنقاش بين المعلّم وتلاميذه في المرحلة الثانوية
لم يعد دور المعلم اليوم نقل المعرفة إلى عقول التلاميذ بل بناء هذه العقول لتساهم بدورها في صناعة المعرفة من خلال التدريب على مهارات التفكير وحل المسائل والإبداعية. وهناك برامج واستراتيجيات تعليمية تساعد على بلوغ هذه الأهداف.
الميزة الأساسية للمراهقة هي التحرّر من المحسوس من أجل اهتمامات تتّجه نحو التجريد والمستقبل. إن المراهقة هي مرحلة المثل العليا وبداية النظريات والمبادىء...
أما بالنسبة إلى الاستيعاب، فإن عملية المصّ تصبح اسكيما، أو كيما (Schème) سلوكية معمّمة تؤدّي دوراً وظائفياً، بمعنى أن المصّ لا يعود يرمي فقط إلى الاشباع بل إلى المصّ من أجل المصّ وكأن الطفل يريد بذلك أن يمارس هذه الكيما، فيمصّ إصبعه أو شيئاً آخر.
خلاصة القول إن التفكير هو، في آن معاً، تنظيم ذهني للمفاهيم التي يكوّنها الطفل من خلال تفاعله مع عالم الأشياء، وكذلك تكيّف المفاهيم ذاتها مع متطلبّات الواقع
فالطفل قبل المراهقة يقوم بعمليات ذهنية محسوسة مبنية على التصنيف والتسلسل بين الأشياء، أما المراهق، فهو يقوم بعمليات من نوع آخر بما فيها عمليات الاقتران وعدم الاقتران، التضمين وعدم التضمين، العزل والنفي إلخ...
إن مفهوم النسب وما يفرضه من عمليات ذهنية متقدّمة لا يتشكّل قبل بلوغ سنّ المراهقة.
إن المراهق يتوصّل إلى اكتشاف المبدأ أو القانون الذي يفسّر الظاهرة أو نتائج التجربة، بعد أن يقوم بعزل العوامل غير الفاعلة والاحتفاظ بالعامل الفاعل.
يتّصف التفكير الجديد عند المراهق بظهور التفكير الفرضي ـ الاستدلالي، إلى جانب مجموعة من الكيمات الشكلية والشبكة ومجموعة I.N.R.C.، كما رأينا في الفصول السابقة؛ إذاً، هناك تحوّل في بنية الذكاء والتفكير،
إن التفكير الشكلي الذي يظهر في المراهقة يرتبط بنضج الجهاز العصبي الذي يكتمل نهائياً ما بين 14 و 16 سنة.
بناءً عليه، فإن دخول المراهق إلى عالم الراشدين وظهور التفكير الشكلي يرتبطان بالعوامل الاجتماعية والعصبية،
إن النشاط الفردي (نشاط الذات)، أي مجمل الأفعال والتجارب التي يقوم بها الطفل على عالم الأشياء لتحقيق التكيّف مع البيئة، يعمل إلى جانب الجهاز العصبي والبيئة. بالاضافة إلى الجهاز العصبي والبيئة، هناك عوامل أخرى بحسب بياجيه، تساهم في نمو الذكاء والتفكير، ومنها: التجربة، وعامل التوازن الذاتي الذي يعتبره بياجيه من أهم العوامل.

