بالغنا في اعتقاد أن الله يخرج الفاسد من الصالح، ويخرج الصالح من الفاسد، وأنه يوزِّع العقول ويهب الصفات كما يشاء، وهو اعتقاد صحيح إذا أُخِذَ من جهة أن الله قادر على كل شيء، ومن متناول قدرته أن يفعل مثل ذلك، فإن كان المقصود أن الله يمكنه أن يفعل مثل هذا فلا شكَّ في قدرته سبحانه وتعالى، وليس مَنْ ينازع في أنه لو شاء فعل ذلك. كما أنه لو شاء لجعل الناس أمَّـة واحدة ولأنبت الحيوان من الأرض، لكن الله وضع للعالم سُنَّة، وللحياة نظامًا، وللمخلوقات نواميس تجري عليها أحكامها.