More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
September 27 - December 17, 2022
البيانات الضخمة.. مستقبل الوسيلة أم وسيلة المستقبل؛
سؤالٌ طرحته على روجر تورانجو الذي يعمل أستاذ الأبحاث الفخري في جامعة ميشيغان، وربما أول خبير في العالم حول الانحياز للمقبول اجتماعيًّا، وقد أجاب بأن ضعفنا أمام "الأكاذيب البيضاء" جزءٌ مهمٌ من المشكلة، ويقول إن "الناس يقضون ثلث الوقت تقريبًا وهم يكذبون في الحياة الحقيقية، وتنتقل عاداتهم معهم في إجاباتهم على الاستبيانات". ثم عندنا تلك العادة الغريبة التي أحيانًا ما تصاحبنا وهي الكذب على أنفسنا، حيث يقول: "هناك شيء من الإحجام عن الاعتراف لنفسك، ولنقل، إنك كنت تلميذًا فاشلاً". ربما كان الكذبُ على النفس هو السبب وراء اعتقاد الكثيرين بأن مستوياتهم فوق المتوسط؛ ولذا فإنني أتساءل: ما حجمُ هذه المشكلة؟
...more
ماذا عن عمليات البحث الأخرى الشائعة والمفاجئة؟ من بين أكثر من 150 بحثًا شائعًا قام بها رجال، فإن أكثرها مدعاة للدهشة بالنسبة إليّ هو ما يتعلق بنكاح المحارم الذي ناقشته في فصل فرويد، ومن بين أعلى عمليات البحث التي يقوم بها النساء هي ما يتعلق بالعنف ضد المرأة، وهي تشكل ما نسبته 25% من عمليات البحث التي تُظهرُ الألم، أو إذلال المرأة، ويبحث 5% منهن عن عبارات مثل "الاغتصاب"، أو "الإجبار"، على الرغم من حظْر المقاطع التي تتصل بهذه
وتُعتبرُ عمليات البحث عن "النكت الزنجيّة" أكثر شيوعًا بنسبة 17 مرة من عمليات البحث عن "نكت اليهود الأوغاد"، و"نكت الفيتناميين المغفلين"، و"نكت الإسبان الحمقى"، و"نكت الصينيين المزعجين"، و"نكت المنحرفين" كلها مجتمعة.
لقد كشف لنا مصل الحقيقة الرقمي عن الاهتمام الواضح بالحكم على الأشخاص استنادًا إلى مظهرهم، كما كشف لنا عن استمرار وجود الملايين من الرجال المثليين المنطوين على أنفسهم، وعن نسبة كبيرة من النساء اللائي يستمتعن بتخيّل الاغتصاب، وعن العداء الواسع الانتشار ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، وعن إساءة معاملة الأطفال خفيةً، وأزمة الإجهاض خارج إطار القانون، واندلاع غضب عنيف ضد الإسلام ولم يزدد سوءًا إلا عندما دعا الرئيس أوباما إلى التسامح!
لا أستطيع التظاهر بخلو بعض هذه البيانات من السوداوية، وإذا اعتاد الناس على إخبارنا بما يعتقدون أننا نوّد سماعه، فسيخبروننا عمومًا بأشياء تبعثُ على الراحة أكثر مما تبعثه الحقيقة، وسيُظهرُ لنا مصلُ الحقيقة الرقمي في المتوسط بأن العالم أسوأ مما كنا نعتقد.