‫الكل يكذب: البيانات الضخمة، والبيانات الحديثة وقدرة الإنترنت على اكتشاف الخفايا‬

by Seth Stephens-Davidowitz

في هذا العصر التقنيّ تقتربُ المسافات، وتتبلورُ الثقافات؛ ثورةٌ معلوماتية، وبياناتٌ ضخمة، وأناس هائمون أمام شاشاتهم يبوحون بخصوصياتهم دون أدنى قيد أو حرج.

يكذب الناس حول كمية المشروبات التي تناولوها في طريق عودتهم إلى المنزل، ويكذبون حول عدد المرات التي يذهبون فيها إلى صالة الألعاب الرياضية، ومقدار تكلفة تلك الأحذية الجديدة، وقراءتهم للكتب، ويعتذرون عن العمل بسبب المرض، في حين أنهم ليسوا مرضى، ويقولون إنهم سيتصلون وهم لن يفعلوا ذلك، ويقولون إن الأمر لا يتعلق بك، بينما هو يتعلق بك، ويقولون إنهم يحبونك، وهم لا يحبونك، ويقولون إنهم سعداء بينما هم يعانون من الاكتئاب، ويقولون إنهم يحبون النساء، وهم في الحقيقة يحبون الرجال.

إن استخدام النصوص كبيانات سيعلمنا الكثير؛ كيف تنتشر الأفكار؟ وكيف تتشكل الكلمات الجديدة؟ وكيف تختفي الكلمات؟ وكيف تتكون النكت؟ ولماذا نجد بعض الكلمات مضحكة وأخرى غير مضحكة؟ وكيف تتطور اللهجات؟ وأراهنُ أنه في غضون عشرين عامًا فقط سنمتلك رؤيةً عميقةً حول هذه الأسئلة كلها، وأعتقدُ أننا سنفكر في استخدام سلوك الأطفال عبر الإنترنت - دون الإفصاح عن المعلومات الشخصية - كاختبار يضاف إلى الاختبارات التقليدية لمعرفة مستوياتهم العلمية ومدى تطورهم، وكيف هي تهجئتهم؟ وهل تظهر عليهم علامات عسر القراءة؟ وهل اكتسبوا اهتمامات فكريّة رصينة؟ وهل لديهم أصدقاء؟ وبإمكاننا العثور على المؤشرات التي تقودنا للإجابة عن هذه الأسئلة في الآلاف من نقرات لوحة المفاتيح التي ينقر عليها الأطفال يوميًّا.