كانوا لكثرة محفوظهم منه يرمزون باسم الشاعر إلى بيت من أبياته مشهور بمعنى، ويريدون ذلك المعنى كما اتفق للرجل الجالس على جسر بغداد والمرأة التي مرت به قادمة من الرصافة، فاستقبلها بقوله: «رحم الله علي بن الجهم.» فقالت له المرأة: «رحم الله أبا العلاء المعري.» وما وقفا، بل سارا مشرقًا ومغربًا — قال الراوي: «فتبعت المرأة وقلت لها: والله إن لم تقولي لي ما أراد وما أردت لأفضحنَّك، قالت: أراد بعلي بن الجهم قوله: عيون المها بين الرصافة والجسرِ جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري وأردت بأبي العلاء قوله: فيا دارها بالخيف إن مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوالُ٢٨