النحو: وأول شيء احتاجوا إليه في ضبط القراءة «النحو»، وقد بعثهم على التعجيل في وضعه وضبط قواعده ما شاهدوه من لحن الناس في قراءة القرآن بعد الفتوح وانتشار العرب في الآفاق، فسمع أبو الأسود الدؤلي رجلًا يقرأ أَنَّ الله بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ بخفض رسولُه، فصنف باب العطف والنعت، وهو من أسس علم النحو. ثم وضع الإعجام لضبط القراءة، فكان القرآن من أهم البواعث على وضع النحو أو الإسراع في وضعه، فتمت قواعده ولم يتم القرن الثاني للهجرة؛ أي إنه نضج في قرن وبعض القرن، واليونان لم يتم علم النحو عندهم إلا بعد إنشاء دولتهم بعدة قرون، ولم يضع الرومان نحو اللغة اللاتينية إلا بعد قيام دولتهم بستة
...more