وذلك أن معاوية كان يخاف إذا بايع لابنه بولاية العهد أن يغضب المسلمون لأن توارث الملك لم يكن معروفًا في الإسلام، فأحب أن يجس نبض الرأي العام قبل إعلان فكره، كما يفعل بعض دهاة السياسة في هذه الأيام، إذ يوعزون إلى الصحف التي تدافع عن آرائهم أن تذكر عزمهم على العمل الفلاني، وينظرون إلى ما يكون من وقعه عند الناس، ويكون لهم مندوحة للرجوع عنه إذا توسموا فيه خطرًا، فأوعز معاوية إلى مسكين أن يقول أبياتًا في معنى المبايعة ليزيد،