‫من التجزئة ... إلى الوحدة: القوانين الأساسية لتجارب التاريخ الوحدوية‬ (Arabic Edition)
Rate it:
6%
Flag icon
في عام ١٥٧٦ حدد بودين السيادة ، وكان أول من استعمل هذه العبارة ، بأنها «سلطة الدولة المطلقة والدائمة » ، و «غير المحددة بالقانون » ، ثم أكد أن ليس هناك من سلطة إنسانية فوق سلطة حاكم الدولة . وقد دمج في ذلك بين حقوق الدولة التي لا تتجزأ وحقوق « صاحب الجلالة » ، وذلك « لأن الأمة - الدولة برزت في كل مكان في ظل الملوك الذين كانوا آنذاك يمارسون السلطة أو يطمحون إلى ممارستها بشكل مطلق(21) . ولم یکن بودین وحیدا في هذا ، اذ اکد کثیر من مفکری القرن علی هذا المفهوم
6%
Flag icon
في القرن السابع عشر تبلورت نهائيا إيديولوجية النظام الملكي الدينية ، وأخذت تؤكد أن الملوك يستمدون سلطتهم مباشرة من الله وليس من الشعب ، وأنهم مسؤولون فقط أمام الله . قدم الأسقف المشهور ، بوسيه ، هذه النظرية في دعم سلطة لويس الرابع عشر (١٦٤٣ - ١٧١٥) . ففي شخص الملك تترسخ « سلطة وإرادة وحتى عقل الدولة » . الموافقة الشعبية فسرت تماما علاقتها بالموضوع . واعلن أسقف شارتر آنذاك ، أنه « بالإِصافة إلى موافقة الشعوب والأمم الشاملة ، فإن الأنبياء أعلنوا ، والرُسل أكدوا ، والشهداء اعترفوا أن الله هو الذي يرسم الملوك . . . وأنهم هم أيضا آلهة»(22) . واجتمع مجلس « طبقات - الأمة » في فرنسا لأخر مرة عام ١٦١٤ ...more
14%
Flag icon
لایصبح الناس فرنسیین ، صینیین ، جمهوریين أو ملکيین ، الخ . . . بسبب « جوهر» خاص ، بل بسبب أوضاع واحدة ينشأون ويشاركون فيها . فالدولة كانت الأداة التي تخلق هذه المشاركة . الفكرة القديمة التي ترجع نشوء الدولة القومية إلى يقظة الشعور القومي أو إلى هوية قومية سابقة هي فكرة خاطئة ، فهي نتيجة تفكير ميتافيزيقي يُعطي وجود الأمة ماهية ثابتة . فالأمة ، كما رأينا ، « كانت نتيجة الدولة وليست سببا لها . فالدولة هي التي خلقت الأمة وليست الأمة هي التي خلقت الدولة »(29) .
36%
Flag icon
وكان داروين قد اشار الى ان النزاع لأجل البقاء بين قبيلة وأخرى يعتمد على التقدم الأخلاقي الذي يتحقق لهما ، أي على درجة الوحدة التي تتحقق لهما . كتب في « أصل الإنسان » بأن القبيلة التي تتفوق في الوطنية والولاء والطاعة والتعاون والاستعداد للتضحية في سبيل الخير العام تنتصر دون شك ضد القبيلة التي لا تتميز بهذه الخصائص .
37%
Flag icon
هنا نجد الصعوبة الأولى والكبرى في إقامة حكومة عالمية . واذا اعتمدنا تجارب التاريخ الوحدوية والقوانين العامة التي تسودها ، وهي التجارب التي يجب أن نرجع إليها في أي تقييم علمي صحيح لأحتمال إقامة حکومة کهذه يتبين لنا بوضوح أن تحقيق هذه الفكرة مستحيل حالياً لأن الإنسانية لا تواجه ككل عدواً خارجياً يدفعها إلى هذه الوحدة . ثم ان هذه الحكومة لا تجد ، من ناحية أخرى ، قاعدة عالمية ترتبط بها ، وهذا يكشف بوضوح اکبر عن استحالتها