More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
لا شيء يستحق الحزن، فثمّة دائمًا أمر في علم الغيب، لا ندري به بعد، سيأتي في الوقت المناسب، لمواساتنا.
هكذا هو الحبّ. يأتي للذين لا وقت لديهم لاستقباله، يحضر للمنشغلين عنه لا للّذين ينتظرونه، لا للمتهيّئين له، بل للّذين أهملوا أنفسهم بعدما يئسوا من مجيئه.
«الحبّ موت صغير» يقول ابن عربي،
والإنسان في ذعره من الموت الكبير، يهرب إلى الموت الأصغر والأجمل، مراهنًا على أبديّة العواطف في مواجهة أبديّة الفناء، فيقع في قبضة الحبّ.
هناك من تراه مغرمًا، ومن يخال أنّه كذلك، وهناك من يعيش الوهم العشقيّ، ومن هو عاشق ولا يدري أنّ كلّ عاشق مفارق، ومن كان يودّ لو... لكنّه لم... فلملم أحلامه وما عاد ينتظر معجزة العثور على رفيق لما بقيَ أمامه من طريق.
«قرّرت أن أكون سعيدًا، فذلك مفيد للصحّة».
السعداء أناس بلا ذاكرة، ليس في جعبتهم شيء يستحق أن يُروى، أو من شأنه أن يصنع أعمالًا أدبيّة عظيمة، أو أن يُبكي قارئًا.
تكتب يعني أن تتذكّر، وأن تتذكّر يعني أن تشقى. لذا لم يحدث أن استقام الجمع بين السعادة والأدب، ولا بين السعادة والعرب، فأوّل ما نطق به شاعر عربي كان «قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل». ومن يومها ولعنة امرئ القيس تطاردنا.
«منذ تخلّيت عن كلّ أمل بدأت أشعر بتحسّن عظيم».
اعتمدت «إلى الأبد» أول درس في أبجدية العواطف، ونسيت أنّ الحبّ لا يعيش بغير الإحساس الدائم باحتمالية الفقدان.
الكتابة هروب، فهل تكون القراءة كذلك؟
ربّما يحتاج إلى أن تكون الكتابة عشيقته لا زوجته، ولعه لا مهنته، ليواعدها بشغف سرًّا كلّ مساء.
إن كان بعض الظنّ إثمًا، فبعض الجبن وفاء.. وبعض الجبن خلق حياء، فـ«الحقيقة» لا تؤذي الأموات بل الأحياء!
إنّ الرواية حقيبة لتهريب كلّ الأفكار الخطيرة؟
السعادة حالة أنانيّة طاغية، تستحوذ علينا، تشغلنا بمباهجها عن الآخرين، إلى حين تخوننا، فنستنجد حينها بأصدقاء خُنّاهم لفرط سعادتنا وتخلّينا عنهم.
الأدب لا يحبّ السعادة، فالسعداء لا وقت لهم للكتابة.
الملكية وجهة نظر، وطريقة في التفكير ليس أكثر.
لتنجو في هذه الحياة عليك أن تكون خفيفًا، ألّا تتعلق بشيء ولا بأحد، ما دام ما تناله ينال منك، وما تملكه تشقى به.
التغابي ترف ليس في متناول الجميع...
احــــذري المحبّة العجلى.. إنّها غالبًا ما تُغادر باكرًا.
لا تعايد إلّا من يكون صوتك عيده
يكفي أحيانًا صديق واحد ليصنع عيدك.
الكتابة هي الوهم الكبير بأنّنا لن نُنسى
الكبار الذين كانوا كائنات حبرية، وغادروا جميلين مترفّعين، تاركين خلفهم حقائب الكلمات، يذكّرنا بهم زمن تقزّم بعدهم، لا مكان فيه للنسور.
أطالب بحقّي في الأنانيّة!
اشتقت إلى نفسي المبعثرة.
منذ دخول الهاتف المحمول حياتي، كسبت ملايين البشر وخسرت نفسي.
تكون مريضًا بحبك، كلّ شيء يذكّرك به. وعندما يدخل حياتك حبّ جديد، لا شيء من ماضيك يعود يعنيك.
فالذين نحبّهم نتحاشى أن نلتقط صورًا معهم، فنحن نتكتّم على من يقيمون في القلب، ونُشهر صور من يعبرون في عدسة التصوير..
أمّا أكل التفّاحة فهو نهاية الترقب الجميل.
تعلّمت من نزار أنّ الحبّ يستنفد الطاقة الإبداعيّة، وأنّه مؤامرة ضدّ الإبداع، يجرّدك من وقتك فلا تعود مهنتك الكتابة.. بل القلق والانتظار.
«ولست أحبّكِ كي تتكاثر ذرّيتي ولكن أحبّك كي تتكاثر ذرّية الكلمات». (نزار قباني)
إكسير الشباب، لا يفوز به غير العشّاق... والكُتّاب. وما دام لا يستقيم الجمع بين الاثنين، يظلّ وهم الحب أفضل للكاتب من قصّة حبّ.
التوق أجمل من الوصول.
لا نبل للذكريات. هي لا تعود إلّا لتؤلمك، تقتفي أثرك، تستدلّ عليك بدمك.
من يحبّ كثيرًا يندم أخيرًا،
«أبحث عن شخص أروي له أسراري جميعها ثمّ أقتله»
أسرارنا تشبهنا. منها المكابرة، والمتداولة، وتلك القاتلة. أسرار سيّئة السمعة، وأخرى عفيفة. وهناك المدمّرة المخيفة، وأخرى تقيّة، حتى في سرّها تخاف الله.
«ما كنت أريد من العالم كله إلّا أنت، واليوم أقول: لك العالم كله إلّا أنا».
هنالكَ مواعيدُ وهميّة أكثرُ مُتعةً من كلّ المواعيد
ما قاله ما كان لي بل لها. إنّه يواصل مواعدتي بتوقيتها!
نهجر لفرط الشوق الذي يجرفنا تيّاره ولا مصبّ لشلّاله. ونهجر لموت الشوق حين يجفّ تدريجًا نبعه. نهجر لفرط الحرّية... كما لفرط العبودية.
في ذروة كلّ إحساس عاطفي، نحن مهدّدون ببلوغ ضدّه. فكلّما كان الحبّ كبيرًا، كان احتمال الفراق أكبر.
ما أجمل الذي حدث بيننا، ما أجمل الذي لم يحدث، ما أجمل الذي لن يحدث
«لم يحدث أن التقينا كما مذ باعد بيننا الفراق... ليتك جئت لنفترق أخيرًا».
المسافة كالكرامة، تجعل كلّ شيء ثمينًا إلى أقصى حدود الخسارة.
الكاتب ابن خساراته.
الفراق قد يكون في خفّة ورقة بيضاء، تخشى الاقتراب منها، لكن ما إن تكتب السطر الأول حتى تمضي في الكتابة دون توقف، حدّ نسيانك لماذا أنت تكتب.