Kindle Notes & Highlights
يا من أُجلُّك عن وصا لي في دُنُوِّك أو نواك وأراك مولاي الرحيـ ـم وإن نأى عني جداك تخطو وتخطر بالأصيـ ـل فلا النسيم ولا الأراك وتميس حينًا في الضحى فتكون فتنة من يراك جَلَّ الذي ولاك تصـ ـريف الخواطر واصطفاك وحباك تحنان القلو ب إلى التفاتك أو خطاك يا سعد من بسم الزما ن ببيته فغدا أباك يا ليت أني كنت صنـ ـوك أو قريبك أو أخاك أو كنت رغما من علا ئي أو علا قومي فتاك فأرى جمالك في صبا حك يا حبيب وفي مساك وأرى سريرك هل يصو نك مثل قلبي لو حواك قلبي لك المهد الوثيـ ـر فلو حللت به حماك إما نزلت به نزلـ ـت على البقية من رجاك إن عزني دهري وكا دت لي الليالي في هواك زودتها صبر الكريـ ـم وحلمه حتى أراك وإذا
...more
وإن فناءً في الحق لَهُو عين البقاء؟!
كذلك كان الناس — فيما سلف — يعملون لليوم لا للغد، ويحسنون إلى البطون، لا إلى العقول! اللهم إلا أفرادًا كانوا يثيبون على الكتب المؤلفة، وربما حسبوا شيئًا من مالهم على المساجد يدرس فيها العلم، ويذكر فيها ذو الجلال والإكرام.
ولكن ليعلم هذا الكاتب أن الحب نوع من الفناء، ولو كان الحب — كما يظن — نوعًا من الأخذ والإعطاء؛ لكان ضربًا من ضروب التجارة لا يُعرف فيه إيثارٌ ولا إخلاص!
فما لأهل الجمال يضنون علينا بما سوف يشبع الدود منه لثمًا، ويأكله التراب أكلًا لمَّا؟
أما — والله — إن أرواحنا لفي حاجة إلى بعض ما تَنعم به الوسائدُ من الخدود، والمراودُ من الجفون، والمساويك من الثُّغور، والأمشاط من الشعور، الغلائل من الأعطاف، والزينة من الأطراف، فلِمَ تحرموننا في رأفتنا بكم، وحبنا لكم، مما تُكرمون به الجماد ليلًا ونهارًا، على أنه لا يعرف ما حف به من حسن، وأحدق به من جمال! يا أهل الملاحة، إن الله ما خلقكم كالأزهار في القفار، تزهر وتذبل، ولا يتمتع أحد بشَمِّها ولَثْمها؛ وإنما جعلكم روحًا لكل حيٍّ، ونعيمًا لكل كائن، فاجعلوا لنا منكم حظًّا، ولا أقل من النظر، فقد خفنا على أرواحنا أن تضيع ببخلكم، وتموت بصدكم، وما الله بغافل عما تعملون.
سبحان من لو شاء سَوَّى بيننا وأدال منك فقد أطلتِ عذابي
«خطأٌ مشهورٌ خيرٌ من صواب مهجور»، وهي الكلمةُ التي لجأ إليها المرحومُ الشيخ محمد عبده، حين سُئِلَ عن صحة قوله: «راحت السكرة وجاءت الفَكرة»
ولَمَّا نسيتم وُدَّنَا وغرامنا ولم تحفظوا بعد الفراق لنا عهدا جعلنا نغض الطرف عنكم وعندنا من الشوق نارٌ لا نُطيق لها وقدا
وهي أن سعيد بن المسيب سمع رجلًا يذكر أن إنشاد الشعر يُنقض الوضوء، فأنشد من فوره: أنبئت أن فتاة جئت أخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ثم أقام الصلاة! ويذكر الرواة أن سعيد بن المسيب هذا نقل إليه أن قومًا يكرهون الشعر، فقال: لقد تنسكوا تنسكا أعجميًّا،
لم يكن ابن أبي ربيعة ممن إذا غاب عنه حبيبٌ أخذ في البكاء عليه والحنين إليه، تلك سبيل الشعراء الفجعين، الذين كانت قلوبهم أعوانًا للدهر عليهم، وكانت نفوسهم أخصامًا لهم، أولئك هم المعوزون في عالم المحبة، والمحرومون في دولة الصبابة، أولئك الذين يرون الجمال ظلًّا ظليلًا، ثم لا يستطيعون أن يتفيئوا ظلاله، أولئك الذين يحسدون الغلائل على الأعطاف والعقود في النحور. وكيف يكون ابن أبي ربيعة مثلهم مسكينًا في شعره، وما كان مسكينًا في حبه؟ أم كيف يصف البكاء والمدامع، وما ألمت نفسه ولا دمعت عينه؟ بُعدًا للذلة حتى في الحب، وتبًّا للمسكنة حتى في الغرام.
حنين ويأس كيف يلتقيان مقيلاهما في القلب مختلفان
آمنت بالله، فما أحوجني إلى الإيمان وما أغنى الله عني وعن إيماني، وعن جميع العالمين،
قيل لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أتقول الشعر في فقهك وورعك، فقال: لا بد للمصدور أن ينفث، وكان عبيد الله من وجوه الفقهاء الذين رُوِيَ عنهم الفقه والحديث، وهو أحدُ الفقهاء السبعة من أهل المدينة، ومن شعره: شققت القلب ثم ذررت فيه هواك فليم فالتأم الفطور تغلغل حب عثمة في فؤادي فباديه مع الخافي يسير تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ ولا حزنٌ ولم يبلغ سرور
تأيمتُ حتى لامني كلُّ صاحب رجاء سليمى أن تئيم كما إمت لئن بعت حظي منك يومًا بغيره لبئس إذًا يوم التغابن ما بعتُ كنت أصبر على بأساء الحياة، وأحتمل ما فيها من هم وغم، لو أن عندي بقيةٌ من الأمل أرفه بها أحزاني، وأدفع بها آلامي، ولكن حال القنوط دون الرجاء، وأتى اليأس دون الطمع، فلم يبق غير الجزع من مسعد ولا سوى النوح من شفاء.

