‫العالم... إلى أين؟‬ (Arabic Edition)

by Noam Chomsky

سي جي بوليكرونيو: على مر التاريخ الإنساني، أمّن الدين خلاصاً من الألم والمعاناة للناس الفقراء والمظلومين حول العالم، الأمر الذي يرجح أن ماركس عناه عندما قال: ”الدين هو أفيون الشعب“. لكن في الوقت نفسه ارتكبت بشاعات لا توصف باسم الرب، والمؤسسات الدينية غالباً تستخدم كقائم على التقليد. ما هي وجهة نظرك حول دور الدين في العلاقات الإنسانية؟ نعوم تشومسكي: الصورة العامة قبيحة تماماً ومألوفة جداً فلا داعي لوصفها. لكن ما يستحق التذكير أن هناك بعض الاستثناءات. إحدى الأمثلة اللافتة ما حدث في أميركا اللاتينية بعد عقد المجمع الفاتيكاني23 الثاني عام ١٩٦٢ بمبادرة البابا جون24 الثالث والعشرين، إذ أدت الإجراءات التي اتخذت إلى خطوات مهمة باتجاه إعادة رسالة السلام الأصلية لـالإنجيل، التي تم هجرها عندما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية، في القرن الرابع، وأعلنها ديناً رسمياً للإمبراطورية الرومانية، محولاً الكنيسة من كنسية للمضطَهدين إلى كنيسة لمن يمارسون الاضطهاد، وفق وصف مؤرخ المسيحية هانز كونج لهذا التحول. وافق على رسالة المجمع الفاتيكاني الثاني في أميركا اللاتينية الأساقفة، والكهنة، والشخصيات العامة، الذين كرسوا أنفسهم لمساعدة الفقراء والناس المضطهدين بشدة لتنظيمهم من أجل الحصول على حقوقهم والدفاع عنها، ما أصبح يدعى ”لاهوت التحرير“. 23 المجمع الفاتيكاني الثاني: مجمع كنسي كاثوليكي انعقد بين عامي ١٩٦٢–١٩٦٥ وصدر عنه جملة من القرارات والمراسيم أدت إلى إصلاحات مختلفة في جسم الكنيسة كان أبرزها استبدال اللغة اللاتينية باللغات المحلية في الصلاة، والإقرار بالحركة المسكونية وغيرها. (المترجم) 24 المقصود هو البابا يوحنا الثالث والعشرون الذي حمل لقب جوني ووكر بسبب الجولات الليلية التي كان يجريها في روما...