ثم بَينُ الموت؛ وهو الفوت، وهو الذي لا يُرجى له إياب، وهو المصيبة الحالَّة، وهو قاصمة الظهر، وداهية الدهر، وهو الويل، وهو المُغَطِّي على ظلمة الليل، وهو قاطع كل رجاء، وماحي كل طمع، والمؤيس من اللقاء. وهنا حادت الألسن وانجذم حبل العلاج، فلا حيلة إلا الصبر طوعًا أو كرهًا. وهو أجلُّ ما يُبتلى به المحبون، فما لمن دهي به إلا النوح والبكاء إلى أن يتلَف أو يَملَّ، فهي القرحة التي لا تُنكى، والوجع الذي لا يفنى، وهو الغمُّ الذي يتجدَّد على قدر بلاء من اعتمدته، وفيه أقول: