مسامحةُ أهلِ الاستئثار والاستغنام، والتغافل لهم، ليس مروءةً ولا فضيلة، بل هو مهانة وضعف وتضرية[73] لهم على التمادى على ذلك الخلق المذموم، وتغبيطٌ[74] لهم به، وعونٌ لهم على ذلك الفعل السوء، وإنما تكون المسامحة مروءة لأهل الإنصاف المبادرين إلى الإنصاف والإيثار، فهؤلاء فرض على أهل الفضل أنْ يعاملوهم بمثل ذلك، لاسيما إن كانت حاجتهم أمسّ، وضرورتهم أشدّ.

