يغتصب العثمانيون مصر، ويتناوب عليها بكواتها وبشواتها، ممتصين خيرها ودم ناسها لثلاثة قرون إرضاء للسلاطين القابعين في القسطنطينية.. يغتصب سليم الأول لقب الخلافة زوًرا وبهتانًا، ويورثه نسله.. وبعد أن كانت مصر سيدة الشرق صارت مجرد «إيالة» (ولاية)، يرسل لها السلاطين واليًا كل بضعة أعوام، لينهب خيرها ويجلد أجساد أهلها لصالح أسياده العثمانلية، الذين مزقوا وحدة مصر والشام، وقطعوا بسكين بارد أوصال العالم العربي، الذي كان تقريبًا مملكة واحدة، وزرعوا بين شعوبه الشقاق والفتن، ممهدين الطريق، عبر تلك القرون، للمستر والمسيو الأوروبيين لابتلاعها قطعة تلو الأخرى، في مأدبة اتفاقية سايكس بيكو لتقاسم تركة الرجل
...more