Kindle Notes & Highlights
«فلما كثرت رؤوس القتلى هناك نصبوا صواري وعليها حبال وعلقوا عليها رؤوس من قُتل من المماليك الجراكسة وغيرها، حتى قيل قُتِلَ في هذه الواقعة فوق الأربعة آلاف إنسان، ما بين مماليك جراكسة وغلمان، ومن عربان الشرقية والغربية» «فلما كثرت العثمانية بالقاهرة، صاروا كل من رأوه من أولاد الناس لابسًا لزمط أحمر أو تخفيفة يقولون له: أنت جركسي، فيقطعون رأسه» «»فكان ينادي (يعني سليم الأول) كل يوم في القاهرة بالأمان والاطمئنان، والنهب والقتل عمّال من جماعته لا يسمعون له، وحصل منه للناس الضرر الشامل، ومما أشيع عنه أنه قال في بعض مجالسه بين أخصائه وهو في الشام: إذا دخلت إلى مصر أحرق بيوتها وألعب في أهلها بالسيف»
...more
يغتصب العثمانيون مصر، ويتناوب عليها بكواتها وبشواتها، ممتصين خيرها ودم ناسها لثلاثة قرون إرضاء للسلاطين القابعين في القسطنطينية.. يغتصب سليم الأول لقب الخلافة زوًرا وبهتانًا، ويورثه نسله.. وبعد أن كانت مصر سيدة الشرق صارت مجرد «إيالة» (ولاية)، يرسل لها السلاطين واليًا كل بضعة أعوام، لينهب خيرها ويجلد أجساد أهلها لصالح أسياده العثمانلية، الذين مزقوا وحدة مصر والشام، وقطعوا بسكين بارد أوصال العالم العربي، الذي كان تقريبًا مملكة واحدة، وزرعوا بين شعوبه الشقاق والفتن، ممهدين الطريق، عبر تلك القرون، للمستر والمسيو الأوروبيين لابتلاعها قطعة تلو الأخرى، في مأدبة اتفاقية سايكس بيكو لتقاسم تركة الرجل
...more