More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
- إحنا مش عايشين يا طارق.. دي حلاوة روح يا حبيبي.. إحنا مدبوحين من زمان بس بنتحرك من غير راس ولا عقل، بنمثل إننا عايشين لغاية ما روحنا تطلع فعلًا.. الأولاني عمل فينا كده والتاني خلانا كده وكده واللي بعده بيعمل فينا أكتر من كده وحنفضل يتعمل فينا كده!
- أهو احنا عايشين في جمهورية القصر العيني العربية، كل شوية يجيلك واحد لابس بالطو أبيض ويقولك أنا الدكتور، أنا عارف مرضك كويس وأنا حاعالجك بطريقتي، ويجرب فيك وتاخد أدوية غلط وتمرض أكتر ويزيد وجعك لغاية ما تموت، وغيرك يشكره ويصقف له، وبعدين ييجي الدور عليهم ويطلع غيرهم وهكذا، وحوالين كل دكتور جيش كبير من تمرجية وصبيان وبياعين عطارة ودجالين وسحرة بتعابين، وشوية موظفين بختم النسر لزوم إن الصورة تكمل وتحس إنك في مستشفى بحق وحقيقي وبرضه بنموت!
ومين يريحني أنا لمّا هي تغيب عني وتموت، أنا يا طارق بنام على صورتها كل ليلة، على نظرة عينيها، على ابتسامتها الجميلة دي، عاوزني أسيب كل الجمال ده وأعيش بذنبها.. حرام عليك يا شيخ طارق، في حد يموت وردة علشان الشوك جرحه..؟!
رصيد الأحلام عندي يتراجع ورصيدي من الأمنيات والطموح نفد ولن يزيد الآن على موتي بفراشي نائمة حتى لا أتعذب أكثر، أجمل الأشياء أتت في أوانها، وأصعبها هو انتظار هذا الزائر الأخير، كمَن يطرق الباب في ليلة شتاء باردة وأنا تحت الغطاء.. لكنني سأُخبرها بالحقيقة، فلتعرف كل شيء قبل أن يباغتني هذا الضيف الثقيل والزائر الذي لا يأتي في العمر كله سوى مرة واحدة.