ثمّ هنالك ما يشبه الأسف. ولكن على ماذا؟ لا أدري. وما يشبه القلق أو الخوف. ولكن مِمّاذا؟ لا أدري. لكأنّ بعضي يزحل عن بعضي، وكلّ ما يتّصل بي من قريب أو بعيد قد تقنّـع بقناع من شفق حارَ بين النور والظلمة. وهذا القلم يجري بين أناملي الآن هو قلم حائر لا نار فيه ولا إرادة له. لقد نبّـهني الحزن هذا إلى نقيضه الفرح. وأنا ما أذكر أنّـني فرحت يومًا كما يفرح النّـاس. أتراني كنت حتّى اليوم فوق الحزن والفرح، أو دون ذاك وهذا؟ فماذا دهاني اليوم؟