إنسان جُلّه بهيمة وبعضه إنسان. وإنسان نصفه بهيمة ونصفه إنسان. وإنسان جلّه إنسان وبعضه بهيمة. وإنسان كلّه إنسان. أمّا الأوّل فما لفكرة الكمال أقلّ سلطان عليه. وأمّا الثاني فيحلم بالكمال ولكـنّه لا يسعى إليه. وأمّا الثالث فيحلم ويفكّر ويؤمن ويشتاق ويسعى بكلّ واسطة لديه. وأمّا الرابع فقد وصل إلى ما وراء الحلم والفكر والإيمان والشوق والسعي فلا يغريه تصفيق ولا يؤذيه تصفير. والثالث من هؤلاء الأربعة أحقّهم بالتقدير وبالمحبّة والغفران. لأنّه لا يصارع البهيمة في نفسه لا غير، بل يصارع كذلك النّاس الذين ما برحوا جلّهم بهيمة، والذين نصفهم بهيمة. فهؤلاء لا ينفكّون يزرعون في طريقه الفخاخ لينصروا البهيمة فيه
...more