More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
الكلام مزيج من الصدق والكذب. أمّا السكوت فصدق لا غشّ فيه.
وما دمتُ فكرًا متجسّدًا لا جسدًا مفكّرًا فأنا في كلّ لحظة، أو أقلّ منها، إنسان جديد، أمّـا جسمي، وإن تغيّر، فتغيّره بطيء.
قناعة الجسد فضيلة. أمّـا قناعة الروح فجريمة.
من طبيعة الإنسان إنكار ما يجهل. فعلامَ لا ينكر نفسه؟
كثرة الكلام ملهاة للفكر. والبشر يهربون من السكوت والتأمّـل. فأنّـى لهم أن يدركوا الله؟
ويوم يدرك الإنسان قوّة الفكر ثمّ يستطيع تسييرها حسب هواه، يومئذ يصبح في إمكانه أن ينقل الجبال ويحمل البحار على أكفّ الرياح.
وما من عدوّ للإنسان غير نفسه.
من سيّـئات الحرب أنّـها تُجلس البطولة الزائفة على عرش البطولة الحقّـة. فتدعو الذي يقهر أخاه الإنسان «بطلًا» وتبالغ في تمجيده وتكريمه. والذي يقاهر نفسه ليحسن معاملة أخيه الإنسان تدعوه «جبانًا» وتنبذه نبذ النواة.
في البيع والشراء شقاء البشر. وفي الأخذ والعطاء مفتاح الخلاص.
إنّ مثالة واحدة يتقنها الإنسان، كأن يفهم أنّ المال لا يصلح ركنًا للحياة، أو أنّ أعماله ترتدّ إليه، لجديرة بعمر كامل يحياه الإنسان على الأرض.
لأنّ الناس ما تعلّـموا بعد أن الهرب من الوجع إلى اللذّة هو وجه آخر من الوجع، أو هرب من مثالة لم يفهموها إلى أُخرى لا يفهمونها. وأنّ لا ملاذ من الوجع إلّا بمعرفة ما يتطلّـبه منّـا المعلّـم الأكبر، والعمل به.
وأحقّ منهم بالشفقة أولئك الذين يمتطيهم الزمان وما يفتأون يردّدون: «الوقت من ذهب». فيا لثقل ما يحملون!
الزائل لا يدوم. والدائم لا يزول. فما هو الدائم في كون كلّـه للزوال؟ إنّـه الزوال بعينه. أنقول إنّ الحياة زوال؟ بل هي ديمومة الزوال. هي القدرة التي تُزيل ولا تزول. فليعلم المعتركون.
الحياة مدرسة إلهيّـة تعنى بتربية الآلهة. ولا ينال شهادتها النهائـيّـة إلّا الآلهة.
الموت: لا شغل للموت مع الكاملين. الأرقش: وما هو شغلك أيّـها الموت؟ الموت: أن أكمّـل الناقصين. الأرقش: وإذا اكتمل الكلّ؟ الموت: مات الموت.