لله ما أسرع النّاس في خلق أسباب الشقاق، وما أبطأهم في خلق أسباب الوفاق! وهل من شيء في عالم النّـاس لم يكن يومًا من الأيّام مدعاة للخصام بين اثنين أو أكثر؟ ولعلّ أغرب ما في شؤون النّـاس ادّعاؤهم أنّـهم يختصمون على «الحقّ». ومتى يدرك النّـاس أن الحقّ ينفر من كلّ خصام، وأنّهم ما اختصموا يومًا من الأيّام إلّا على الباطل؟