لقد تميز الإسلام، منذ بداياته، بقدرة لافتة على التعايش مع الأديان الأخرى. ففي أواخر القرن الماضي، كانت إسطمبول عاصمة الدولة الإسلامية العظمى، تضم أغلبية من غير المسلمين، جلُّهم من اليونان والأرمن واليهود. فهل يسعنا أن نتصور، في الفترة نفسها، عدداً لا بأس به من غير المسيحيين، مسلمين كانوا أم يهوداً، يعيشون في باريس أو لندن أو فيينا أو برلين؟ وحتى اليوم، لا يزال الكثير من الأوروبيين يمتعضون لسماع صوت المؤذن في مدنهم.