بديعا، عن ضرورة تحرير الدولة من العلم، مثلما تحررت من الكنيسة. ذلك أنى من ناحية تبينت شيئا فشيئا، كيف أن العلم هو أكثر «شخصية أو ذاتية» مما كنت أظن، وليس دقيقا بالدرجة التى كنت أظنها، ومن ثم من الممكن جدّا أن يكون ضارا ومدمّرا. وفى نفس الوقت تبينت أن الدين رغم أنه لا يقوم على التجربة أو الملاحظة، قد يكون قوة دافعة لأعمال عظيمة. فما كل هذا الغرور إذن الذى يتسم به الكثيرون من العلمانيين؟، ولماذا كل هذه المعاملة السيئة والاحتقار اللذين يبديانها إزاء المتدينين؟ المسألة إذن ليست مسألة اختيار بين العلم والدين، وإنما هناك علم فاسد وعلم ينفع الناس، كما أن هناك تدينا فاسدا وتدينا ينفع الناس.

