More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
كما أن قول المرء "ليس بوسعي القيام بالأمر" يجلب عليه حزنا ويأسا قد يقودانه إلى الجزع والاكتئاب في أغلب الأحيان. والفتور هو نتيجة أخرى لما يصيب المرء جراء قوله هذه المقولة، أما "كيف يسعني القيام بالأمر؟"، فهي مقولة تفتح أمام المرء باب الخيارات والحماسة والحلم؛ ولهذا لم يعن أبي كثيرًا بما يريد الفرد شراءه، بل بالكيفية التي تولد بها مقولة: "كيف لي أن أقوم بالأمر؟" عقلا متينا وروحا طموحًا.
كيف لك أن تقضي على الكسل إذن؟ والإجابة هي بقليل من الجشع. هل تذكر تلك المقولة التي تكررها إذاعة WII-FM، وهي: "ما الذي سأناله من ذلك؟". إن المرء منا بحاجة إلى الجلوس والتساؤل "كيف ستبدو حياتي إن لم أحتج إلى العمل ثانية؟" أو "ماذا كنت سأفعل لو حظيت بكل ما أريد من مال؟". افعل هذا لتستثير فيك بعض الجشع، فبدون القليل من الجشع، لن تكون هناك رغبة في أن تنال شيئا أفضل ولا لتصير إلى أحسن. وما كل التقدم المشاهد في حياتنا إلا نتاج رغبتنا في شيء أفضل، وما أتت الاختراعات الحديثة سوى إجابة لرغبتنا في شيء أفضل، ونحن لا نذهب إلى المدرسة ولا نجتهد في الدراسة سوى لأننا نبغي أن نكون أفضل. وهكذا عندما تجد نفسك
...more
"إليانور روزفلت": "عليك باتباع ما يمليه عليك ضميرك بصوابه، فسوف تكون عرضة للنقد على أية حال، وسوف تلاحقك لعنات الناس إن أقدمت على شيء، كما ستلاحقك لعناتهم إن أنت أحجمت عنه".
التغلب على التكبر اعتاد أبي الثري أن يقول لي: "ما أعرفه يعود عليَّ بالمال، أما ما أجهله فهو الذي يفوّت عليَّ جني هذا المال، وفي كل مرة يحيط بي جهلي، كنت أخسر فيها المال؛ لأنني حين أكون جاهلا، فإنني أؤمن بأن ما لا أعرفه ليس مهمًّا". لقد وجدت العديد من الناس يعمدون إلى الكبر إخفاءً لجهلهم -
يختار أكثر الناس ألا يكونوا أثرياء. فبالنسبة لتسعين بالمائة من الناس، يمثل طريق الثراء مرتقى صعبا، ولهذا تراهم يختلقون أقوالا مثل: "لست مهتمًّا بالمال" أو "حينما يتوافر في يدي بعض المال، سأفكر حينها في المستقبل" أو "إن زوجي (أو زوجتي) هو (هي) من يهتم بتدبير المال".
تحذير: إياك أن تنصت إلى الفقراء أو المذعورين، فلديَّ مثل هؤلاء الأصدقاء، وإنهم لأحباء إلى قلبي، لكنهم من أولئك الذين يرتعدون خوفا من الحياة. فعندما يتعلق الأمر بالمال، وبالاستثمارات خاصة، "تضْحى السماء آخذة في التصدع"؛ فبوسعهم إخبارك على الدوام بسبب تعطل أحد الأشخاص عن العمل، والمشكلة هي أن الناس ينصتون إليهم، لكن الذين يتقبلون نذر الهلاك على ضلالة هم أيضا ممن يجبنون عن الحياة. فكما يقول المثل السائر: "الطيور على أشكالها تقع".
إذا شاهدت القنوات الاقتصادية على التليفزيون, فعادة ما ستجدها تستضيف فئة ممن يطلق عليهم اسم الخبراء، والذين سيقول لك أحدهم إن السوق توشك على الانهيار، في حين سيخبرك آخر بأن السوق آخذة في الازدهار. فإن كنت شخصا ذكيا، فستنصت إليهما معا. وعليك أن تبقي صدرك رحبا لأن لكل منهما مبرراته. لكن المؤسف هو أن الفقراء ينصتون إلى المتشككين وحدهم.
اعتن بنفسك أولا: قوة الانضباط الذاتي. إن لم يكن بوسعك التحكم في نفسك، فلا تحاول أن تضْحى ثريا. فليس من المنطق في شيء أن يعمد المرء إلى الاستثمار، ويجني المال ليبدده بعد ذلك؛ فالافتقار إلى الالتزام الشخصي هو ما يودي بأغلب الرابحين في اليانصيب إلى الإفلاس سريعا بعد ربحهم الملايين، وهذا الافتقار إلى الالتزام الشخصي، هو ما يدفع بأولئك الذين نالوا علاوة إلى الخروج سريعا وابتياع سيارة جديدة أو القيام برحلة بحرية.
وأهم ثلاث مهارات إدارية تحتاج إليها لتبدأ بها عملك هي: 1. إدارة التدفق النقدي. 2. إدارة الأفراد. 3. إدارة وقتك.
هل ترى الرسم؟ إنه يعكس سلوك شخص اختار أن يؤدي حق نفسه أولًا, حيث يقوم هو ومن يحذو حذوه بوضع نصيب من أموالهم في خانة الأصول قبل أن يسددوا نفقاتهم الشهرية، ورغم أن الملايين من الناس قد قرأوا كتاب "كلاسون" وتفهموا المقصود من مقولة: "اعتن بنفسك أولا"، إلا أنهم في الواقع يؤجلون الاعتناء بأنفسهم للنهاية.
يمكنني الآن سماع تمتمة أولئك الذين يؤمنون بشدة بسداد الفواتير أولا، ويمكنني أن أسمع كل الملتزمين الذين يسددون فواتيرهم في ميعاد استحقاقها، ولست أطلب من أحدهم ألا يكون مسئولا ويتوقف عن سداد التزاماته، بل كل ما أطلبه هو أن تتبع هذه النصيحة وهي: "اعتن بنفسك أولا". والشكل السابق، هو الشكل المحاسبي الذي يجسد هذا المسلك، وليس ذلك الشكل الذي يليه.
ولكي تنجح في الاعتناء بنفسك أولا, ضع ما يلي في اعتبارك: 1. لا تغرق نفسك بديون عليك سدادها.
2. عندما تتعرض لضائقة مالية، اتخذ موقفا إيجابيا ولا تهرول إلى مدخراتك أو استثماراتك. دع الضغوط تلهم ذكاءك المالي فيلتمس سبلا جديدة لجني المزيد من المال، ثم بعدها سدِّد فواتيرك؛ فبهذه الطريقة ستشحذ قدرتك على جني المزيد من المال، كما سترقِّي من ذكائك المالي.
إن عادات الفقراء المالية عادات سيئة، وإحدى تلك العادات الشائعة بينهم، هي ما يطلقون عليه ببراءة "الاستعانة بالمدخرات". لكن الأثرياء يعلمون أن نفع المدخرات هو في جلب المزيد من المال فقط، وليس في سداد الديون.
فإن لم تتواءم مع الضغوط المالية، فعليك أن تبحث لنفسك عن سبل أكثر مواءمة لك، وإحدى هذه السبل هي تخفيض التكاليف، فضع مالك في مصرف، وادفع أكثر قليلا من حصتك العادلة على ضرائب دخلك، واشتر بعض صناديق الاستثمار المشترك الآمنة، وسر مع القطيع - ولكن اعلم أن هذا يخالف قاعدة "اعتن بنفسك أولًا ".
6. ادفع لسمسارك بسخاء: قوة النصيحة كثيرا ما أرى لافتات وضعت على واجهة المنازل وقد كتب عليها "للبيع بمعرفة المالك"، أو يظهر الكثير من الناس في التلفاز مدعين أنهم سماسرة "متواضعو المطالب". لكنني تلقيت عن أبي الثري أن أسلك المسلك المخالف لهذا. فلقد آمن بالبذل للمحترفين بسخاء، وقد اتبعته في سياسته هذه. فلديَّ اليوم محامون ومحاسبون وسماسرة عقارات وسماسرة أسهم يتقاضون مقابلا وافرا، تسألني لماذا؟ لأنهم لو - وأقول لو - كانوا محترفين حقا لعادت عليك استشاراتهم بالمال، وكلما زاد ما يتقاضونه جنيت أنا المزيد من المال
والطريف أن العديد من الفقراء والمنتمين إلى الطبقة الوسطى يصرون على دفع قيمة الخدمة في المطاعم، والتي تتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين بالمائة حتى إن ساءت، في حين يتأففون لنسبة الثلاثة أو السبعة في المائة التي يبذلونها للسمسار، فتراهم يبسطون أيديهم مع أناس يقبعون في خانة النفقات، ويقبضون أيديهم عن أناس في خانة الأصول، وليس هذا من الذكاء المالي في شيء.
وكما سبق أن ذكرت، فإن إحدى المهارات الإدارية التي تحتاج إليها هي مهارة إدارة الموارد البشرية. إن غالبية الناس لا يقدمون على إدارة من هم أكثر منهم ذكاء ونفوذا، من المرءوسين في العمل.
يحدث الأمر نفسه مع الأسهم؛ ففي العادة يهاتفني السمسار ليزكي لي الشراء بمبلغ وافر لأسهم شركة ما يستشعر بقرب إقدامها على أمر يرفع من قيمة أسهمها، كأن تعلن طرح منتج جديد على سبيل المثال، فأبتاع الأسهم وأجمد أموالي فيها لمدة تتراوح ما بين الأسبوع والشهر حتى ترتفع قيمة السهم، وعندها أبيع بمقدار المبلغ الذي دفعته فيها حال الشراء فقط؛ إذ ساعتها لا تعود تقلبات السوق تقلقني لأنني قد استرجعت أصلًا ماليًّا، وصرت مستعدًّا للمتاجرة بأصل آخر. وهكذا يجري تدوير رأس مالي، وأصير مالكا لأصل قد اشتريته طبقا لوجهة النظر الفنية بلا مقابل.
والحق أنني قد تعرضت لخسارة المال بضع مرات، ولكنني لا أضارب إلا بالمال الذي يمكنني تحمل خسارته.
أما بالنسبة للذين يكرهون الخسارة، فيضعون أموالهم بالمصارف، وعلى المدى الطويل يضْحى الادخار خيرًا من عدم وجود مدخرات بالكلية. لكن الادخار يستغرق وقتا طويلا حتى تستعيد قاعدة ادخارك، وفي أغلب الأحوال، لا يكون بمقدورك التمتع بأية فوائض تولدت عنه.
8. استخدم الأصول لتبتاع لنفسك حياة الرفاهية: قوة التركيز
إنني أحب حياة الرفاهية مثلي في ذلك مثل كل الناس، والفارق هنا هو أن بعض الناس يستجلبون الرفاهية بالبطاقة الائتمانية، وهم بذلك يقعون في فخ الرفاهية التي بلا أساس.
لقد كانت الطريقة الأهون عليَّ في شراء سيارتي البورش، هو أن أرفع سماعة الهاتف وأحادث مصرفي لأحصل على قرض، لكنني نظرت إلى خانة الأصول بدلا من أن أوجه نظري إلى خانة الالتزامات.
أما أبي الثري، فقد بذل المال والتعليم؛ فقد آمن إيمانا عميقا بمبدأ الخيرية المشتركة، فكان دائما يقول: "إن رغبت في نيل شيء، فعليك أولا أن تبذل"، وعندما كان يقل ما في يديه من المال، كان يعمد ببساطة لمنح بعضه للجهات الخيرية والدينية. إن كان لي أن أطبع في ذهنك فكرة ما، فهي هذه الفكرة: أينما شعرت "بافتقارك" إلى شيء ما أو "حاجتك" إليه، فابذل أو أعط غيرك ما أنت بحاجة له، ولسوف يعود إليك أضعافا مضاعفة، وينطبق هذا على المال وعلى الابتسامة وعلى المحبة وعلى الصداقة. وإنني لأعلم أن البذل هو آخر ما يبغيه المرء ساعتها، لكنه ظل دوما الشيء الأنفع معي.
كثيرا ما كرر أبي الثري قوله: "الفقراء أعظم جشعا من الأغنياء"؛ فقد كان يرى أن الشخص لو كان ثريًّا، لرأيته يهب شيئا يرغب فيه غيره. فخلال كل سنوات عمري، وكلما كنت أستشعر حاجة أو عوزا أو افتقارًا إلى عون، كنت أخرج ببساطة وأتلمس بعمق ما أنا بحاجة إليه، وأقرر أن أبذل منه ابتداء، وعندما أقدم العطاء كان دوما يعود إليَّ بما وهبت.
إن هذا ليذكرني بقصة الرجل الذي كان يجلس في ليلة قارسة البرد، حاملا بين يديه قطعة حطب، ومحدثا مدفأة أمامه قائلا: "عندما تمنحينني بعض الدفء، حينها سأزودك بالحطب".
المرء إلى تذكره عندما يتعلق الأمر بالمال أو بالحب أو بالسعادة أو بالمبيعات والعقود، هو البذل مما يحب أولا، وسوف يع...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
• ابحث عن الصفقات في كل الأسواق. سوف يبقى المستهلك فقيرا طيلة عمره. فعندما يعرض أحد المتاجر تخفيضات، لنقل على المناديل الورقية، يُهرع المستهلكون إليه ويشرعون في تكديس هذه السلعة. ولكن عندما تنخفض قيمة أسهم إحدى الشركات - وهو ما يطلق عليه في الغالب انهيار قيمتها - يسرع المستهلكون بالتخلص منها. وعندما يزيد أحد المتاجر من أسعاره، ينصرف عنه المستهلكون إلى متجر أقل أسعارا، هذا في الوقت الذي يشرع المستهلك في شراء أسهم شركة ما تأخذ قيمتها في الارتفاع. ودائما تذكر: إن الأرباح تتحقق عند الشراء, وليس عند البيع.
ابحث عن الذين يرغبون في الشراء أولا, ثم ابحث عن الذين يرغبون في البيع؛
أنماط الدخل الثلاثة هناك ثلاثة أنماط مختلفة للدخل حسب قواعد المحاسبة، وهي كالتالي: 1. الدخل المكتسب 2. دخل المحافظ الاستثمارية 3. الدخل السلبي
والدخل السلبي، هو في أغلب الأحوال دخل اكتسب من الاستثمار العقاري، أما دخل الاستثمار، فهو دخل اكتسب من الأصول الدفترية، كالأسهم والسندات؛ فالدخل الذي جعل من "بيل جيتس" أغنى رجل في العالم، هو دخل المحافظ الاستثمارية وليس الدخل المكتسب.
اعتاد أبي الثري أن يقول: "مفتاح الثروة هو القدرة على تحويل الدخل المكتسب إلى دخل استثماري بأسرع ما يمكن". وكان يقول: "تفرض أعلى الضرائب على الدخل المكتسب، وأقلها على الدخل الاستثماري، وفي هذا سبب آخر لرغبتك في أن يعمل المال لأجلك؛ حيث ستفرض الحكومة على الدخل الذي تعمل لقاءه ضريبة أعلى من التي تفرضها على الدخل الذي يتولد لقاء عمل المال لأجلك".
أما السبيل إلى الحرية المالية والثروة العظيمة، فهو قدرة الفرد أو مهارته على تحويل الدخل المكتسب إلى دخل سلبي أو دخل استثماري.
لقد ظن أبي الفقير أن التعليم الجيد و الوظيفة الجيدة وسنوات من العمل الشاق هي كل ما يحتاج إليه المرء ليحقق نجاحه، أما أبي الثري فقد ارتأى أن التعليم الجيد شيء مهم، ولكن كان مهمًّا عنده أيضا أن يعلمني و "مايك" الفروق بين هذه الدخول الثلاثة، وأي نوع منها نجتهد في تحصيله.
"يعد الدخل المكتسب مالا عملت أنت لقاءه، أما الدخل السلبي والدخل الاستثماري، فهما مال يعمل لأجلك".
المحاضرة التي أخذتها في العطلة الأسبوعية الأولى رسمت لنا المُحاضرة هذا الشكل البسيط على السبورة الورقية:
وبعد انتهائها من الشكل استدارت لنا المحاضرة وقالت: "لكي نتطور إلى كائن بشري كامل، فإننا نحتاج إلى التعليم العقلي، والجسدي، والعاطفي، والروحي". باستماعي إلى شرحها اتضح لي أن التعليم التقليدي ارتكز بشكل أساسي على تطوير الطلاب عقليا؛ ولهذا السبب لا يفلح الكثير من الطلاب ممن أبلوا بلاء حسنا في الكليات في الحياة الواقعية وخاصة في عالم الأموال.
في الأمر، فستجد أن الطلاب المتفوقين قد أصبحوا متفوقين نظرا لقيامهم بأقل عدد من الأخطاء، والمشكلة في هذا الهوس العاطفي أنه في الحياة الواقعية، الأشخاص الذين يقومون بالأفعال هم من يرتكبون أكثر الأخطاء ويتعلمون منها كي يكسبوا في لعبة الحياة.

