More on this book
Kindle Notes & Highlights
هل تصدِّق؟ لأنَّ القساوسة أقنعوهم بأن لا داعي للتشريح لأنَّه سيؤدِّي إلى تمزيق جثث أحبّائهم، كما أنَّ سرعة الدفن ستجعل سيِّدنا «البابا» يصلِّي عليهم قبل أن يعود إلى عزلته في القلاية. إلى هذا الحدِّ، يمكن أن يؤثِّر الدين في الإنسان، فيجعلَه يتنازل عن حقوقه؟
- لأنَّ القانون بيقول إنَّ القاضي إذا عبَّر عن رأيه في القضيَّة قبل الحكم يبقى لازم يتنحَّى.
خطَّة الثورة المضادَّة واضحة: سحبُ الشرطة، ثم انفلاتٌ أمنيٌّ وفتحُ السجون وإطلاقُ الجنائيِّين من أجل ترويع المصريِّين، وفي الوقت نفسه، تشويهُ الثورة عن طريق آلة إعلاميَّة جبَّارة. التليفزيون يذيع كلّ يوم مكالمات و؟يديوهات وتقارير ملفَّقة تتَّهمنا بالخيانة والعمالة لمخابرات غربيَّة.
بدءًا من قتل المتظاهرين بالرصاص الحيّ إلى إطلاق الخرطوش في عيون الشباب. هل تعرف أحمد حرارة؟ الطبيب الذي فقد عينه في يوم جمعة الغضب، لقد فقد بالأمس عينه الأخرى. مالك مصطفى فقد عينه.
ماذا بعد أن تُلقى جثثنا في القمامة، يا مازن؟ لا أستطيع أن أمنع دموعي وأنا أكتب. كلّ واحد من هؤلاء الراقدين في القمامة أتخيَّل فرحة أهله بولادته، وأتخيَّله طفلًا، وأتخيَّله في الجامعة، وأتخيَّل فرحته بانتصار الثورة، ثم ها أنا أراه مقتولًا ومُلقًى في القمامة.
الإخوان المسلمون باعوا الثورة من البداية، فلم يشتركوا مع المتظاهرين في محمَّد محمود ولم يعلِّقوا على المذبحة بكلمة واحدة. الإخوان يريدون السلطة، ولو كان الثمن أن نموت جميعًا...
إنَّهم فاسدون تمامًا، وقد علَّمتهم الوظيفة المداهنةَ والانحناء للريح.
- للأسف يا إكرام، الناس دول هاجمونا من أنفسهم. دول ناس عاديِّين بيكرهوا الثورة.
هؤلاء كرهوا الثورة من البداية لأنَّها تُحرجهم أمام أنفسهم... لقد كرهوا الثورة أوَّلًا، ثم أعطاهم الإعلام أسباب الكراهية... المصريُّون يعيشون في جمهوريَّة كأنَّ. إنَّهم يعيشون في مجموعة أكاذيب تبدو كلّها كأنَّها حقيقة. يمارسون طقوس الدين فيبدون كأنَّهم متديِّنون، لكنَّهم في الحقيقة فاسدون تمامًا. كلّ شيء في مصر يبدو كأنَّه حقيقيّ، لكنَّه كذب في كذب، بدءًا من رئيس الجمهوريَّة الذي يحكم بانتخابات مزوَّرة، لكنَّ الشعب يهنِّئه بالفوز فيها، وحتى أبي الذي يكيل المديح للكفيل الذي يذلّه ويهينه ويسرق مستحقَّاته، وحتى ناظر مدرستي الذي يوقف الدراسة من أجل صلاة الظهر بينما هو أكبر فاسد، وحتى المدرِّسين
...more
- بُصّ بقى يا باشا. دي أوَّل جزمة كوتشي جبتها لخالد وهو في ابتدائي... كان فرحان بيها قوي لأنَّها بتنوَّر. بُصّ أوَّل ما تضغط عليها كده تنوّر. بُصّ دي... دي شهادة خالد لمَّا طلع الأوَّل على المنطقة في الابتدائيَّة، ودي شهادته لمَّا طلع الأوَّل في الإعداديَّة.

