معتصمون معرَّضون للقتل بالرصاص في أيّ لحظة، انقطعوا عن أعمالهم ولا يجدون قُوْتهم، لكنَّهم، مع ذلك، يرفضون أيّ مساعدة ماليَّة من زملائهم. هذا الموقف النبيل لم يتَّخذه شخص أو اثنان، وإنَّما آلاف المعتصمين الفقراء. كيف نُهزَم يا أسماء، وفينا هؤلاء النبلاء؟! كيف نُهزَم ومليون رجل وامرأة يعيشون جميعًا في ميدان التحرير، فلا تحدث بينهم حالةُ تحرُّش واحدة، ولا حالةُ سرقة واحدة، ويشتركون في كلِّ شيء كأنَّهم أفراد أسرة واحدة، يقتسمون الأكل والشرب ويواجهون معًا طلقات الرصاص والخرطوش وقنابل الغاز وطعنات البلطجيَّة.

