كانوا نحو أربعين عسكريًّا مرُّوا، واحدًا بعد الآخر، إلى الشارع المجاور لمبنى كايرو سنتر. هناك كانت تنتظرهم سيَّارة شرطة كبيرة يُفترض أن يصعدوا إليها. لكنَّهم بمجرَّد وصولهم إلى السيَّارة، حدث ما لم نتوقَّعه. ظهر ضابط شرطة برتبة رائد لن أنسى وجهه أبدًا. كان نحيفًا وعصبيًّا. وزَّع ذخيرة على الجنود وأمرهم، فبدأوا يضربوننا بالرصاص الحيّ. حاولنا أن نهرب فاكتشفنا أنَّهم وضعونا في كمَّاشة. الجيش أغلق ميدان التحرير حتى يتيح الفرصة للشرطة لقتلنا.

