More on this book
Kindle Notes & Highlights
منذ أيام وصلتني هذه الرسالة بالبريد الالكتروني، ولا تسأل كيف عرفتْ مرسلة الرسالة عنواني البريدي. هؤلاء القوم يعرفون كل شيء ويخمنون الباقي.
الجهاز ترجم كلمة USB المعروفة إلى (الولايات المتحدة ب).. وهذا جعلهم يشعرون بالرعب.. هناك إذن ولايات متحدة أ وولايات متحدة ب. ويبدو أن الأخيرة أقوى وأخطر من الأولى بمراحل..
هل لأنك سيئ إلى هذا الحد؟.. لا.. بل لأن من يرد عليك يحتاج إلى إخراج البخار وأنت فرصة سانحة.
القائمة (أ): شتائم متحضرة وراقية مثل (أنت غير مسئول - أنت عميل - أنت غير ناضج.. الخ) القائمة (ب): شتائم قاسية لكنها قابلة للنشر مثل (مخبول - غبي.. الخ). القائمة (ج) : شتائم قاسية جدًا يعاقب عليها القانون لكنها ما زالت قابلة للنشر، وهي على الأعم أسماء حيوانات.
وهنا خطرت لي فكرة مخيفة.. ليس كل ما يكتبه الكتاب المشاهير رائعًَا عميقًا، لكنهم يعتمدون على رصيد من الثقة خلقوه لدى القارئ. هكذا يقرأ القارئ المقال أو القصة وهو مستعد لاعتبارها ممتازة.. مثلاً ذلك الكاتب الشهير كتب مقالاً كاملاً في جريدة الأهرام يصف فيه برتقالة!... تخيل لو كتب هذا المقال كاتب غير معروف!..
قررت أن أبحث عن الكشاف الصيني الذي يتم شحنه، ويضيء في حالات انقطاع الكهرباء ويتلف بعد ربع ساعة من شرائه.. وجدت الكشاف بشكل ما، وبالطبع لم يخيب ظنوني.. كان تالفًا...
وقعت على فكرة مقال ممتاز... سأكتب هذا كله دامعًا.. فقط هناك مشكلة واحدة.. سوف يكون المقال رائعًا لو كان في رثاء هذا الصديق العزيز.. لن يقبل أن يموت من أجلي على الأرجح.. هذا صعب... الصداقة لم تبلغ هذا الحد بعد...
تدمير المتعة.. هدم الإيهام.. هذا ما يفعلونه بلا توقف.. إن بعض التجاهل مفيد.. دعك من أنني ضعيف الملاحظة أصلاً.
الدقة!.. الدقة شيء مدمر... شيء كالملح.. بعضه يكسب الطعام مذاقًا شهيًا لكن الإفراط فيه يجعل الأكل عملية انتحارية ويفسد شهيتك...
استفزني موقف هذا الزميل وما قاله في حقي، فرحت أطلق الدخان الأسود من أذني كما يفعلون في الرسوم المتحركة، ورحت أبتلع غيظي..
في النهاية أقنعوني بـأن هذه القطيعة حرام وأن علي أن أتصل به، فوعدتهم بأن أفعل.. فقط سوف أشتمه قليلاً على الهاتف وبعدها سوف أستعيد هدوئي.
إن الأستاذ (مستمر) هو واحد ممن أفرزتهم الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر، حيث يجب أن تمارس عشرة أعمال وإلا مت جوعًا..
عندما يستدعي رئيس الدولة السفير فإن المهم في الكلام هو ما قاله رئيس الدولة. أما عندما يطلب السفير لقاء رئيس الدولة فالمهم ما قاله السفير.
وأوضحت له أن موقف حكومتنا ثابت من كذا.. وأن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بكذا..». بينما يظل السؤال بلا إجابة: يا أخي ماذا كان الرئيس الأمريكي يريد منك؟.
أما الدرس الأهم الذي تعلمته بعد هذا العمر فهو: لا تكن صريحًا.. لو لم تكن مشغولاً فلا تقل هذا أبدًا لأنه ينزل بك درجات في عيون الآخرين. عندما يطلب أحدهم شيئًا منك فعليك التفكير وطلب مهلة..
هل هو حفل؟.. بالطبع هو حفل.. حفل النصب على أولياء الأمور وجمع المال منهم.
وتكون هذه هي البداية، لكن الصحفيين جميعًا لا يفعلون هذا. لا أحد يعبأ براحتي النفسية أو إسعادي. إنهم قساة فعلاً.
كنت أعتقد أنني وسيم.. أمي يرحمها الله قالت لي هذا، لكن سحري لا يعمل بهذه السرعة وهذه القوة..
افتتحت عيادة مشتركة مع صديق لي، وبما أنها عيادة حديثة لا يعرفها أحد فقد قضينا سنة سوداء.. لم يكن هناك قط ضال يجرؤ على دخول العيادة..
حين يسألك أحدهم سؤالا لاتحبه، ابتسم وقل «ولماذا تريد أن تعرف!؟».

