‫كوخ العم توم‬ (Arabic Edition)

by Harriet Beecher Stowe

إن الحياة تصبح كريهة جداً حين ينتهي الأمر إلى أن تمنع المرأة من تقديم عشاء ساخن وفراش إلى المخلوقات البائسة الجائعة، لا لشيء إلاّ لأن لهذه المخلوقات بشرةً سوداء، ولأنها أُخضِعت طوال عمرها للاستغلال والإيذاء.»

فالرب يعطينا كثيراً من الأشياء مرتين بل مرات عديدة ولكنه لا يعطينا الأم إلاّ مرة واحدة.

إن هناك ضرباً من الجمال، هو من القوة - وإن يكن هشّاً يخُشى عليه التقصّف - بحيث لا تقوى على النظر إليه،

«إنما نخوض غمار الموت ونحن في غمرة الحياة...»

«الموت!»

«عجيب» أن يكون ثمة مثل هذه الكلمة ومثل هذا الشيء ثم ننساهما بالكلية. وأن يكون المرء حياً، دافئاً، وجميلاً، تعمر قلبه الآمال والرغبات والحاجات يوماً، ثم لا تشرق عليه شمس اليوم التالي حتى يكون قد فارق هذه الأرض إلى الأبد.»

إن من أكبر آفات الاسترقاق أن الزنجي الوادع السريع التمثل والتكيّف لا يكاد يكتسب في كنف أسرة كريمة تلك العادات والأذواق والإحساسات التي تطبع جر المكان حتى يزحزَح عن مستقره، ذاك ليلقى به بين أيدي أقوام جفاة غلاظ لا تعرف الرحمة سبيلاً إلى قلوبهم، كما تنتهي الكرسي أو الطاولة التي زينت في وقت من الأوقات صالوناً فخماً مترفاً، إلى أن يلقى بها مهشمةً في حانة حقيرة قذرة، أو بيت من بيوت الدعارة. مع فارق كبير واحد هو أن الكرسي أو الطاولة عاجزة عن أن تحس، في حين أن الإنسان غير عاجز عن ذلك.

ما أعجب قانون العقل الذي يقضي بأن تلتمع في رؤوسنا فجأة، وعلى ضوء جديد، فكرة طالما أغفلناها ودسناها بأقدامنا وكأنها حصاة لا تُغني، فإذا الحصاة الحقيرة ماسة تبهر الأنظار وتأخذ بمجامع القلوب!