صرنا نتمشى في صحن الدار نستطلع ما طرأ على ذكريات طفولتنا من تغيير أو تحولات، وما بات يهددها من اقتحامات مجهولة. وكنت أشعر بأني مهان حتى النخاع كأني مضروب على أم رأسي بصرمة قديمة؛ وكان أخي عبد الرشيد يعلق على شفتيه ابتسامة شاحبة لم أجد لها تفسيرًا سوى أنها تنطق بمعني وحيد: ضربوا الأعور على عينه قال: خسرانه خسرانه! وكان يقول إنه يشعر كأن أشياءً كثيرة ها هنا تغيرت؛ وكنت أرى أن كل شيء باقٍ على ما كان عليه منذ طفولتنا لكن التغيير ربما كان فينا نحن..

