إنه إذا لم تكن للولايات المتحدة «نظرية أمـن قومي» لغيـاب تَهديد يمـس الوَطَـن حدودًا وعُمقـًا - كما هو شأن أوطان الـعالَم ودُوَلـه - وإذا كانت للولايات المتحدة «نظريـة مصالـح قومية» فقط - فإن هذه مُقَدِّمة تَتَرَتَّب عليها نتيجة شديدة الأهمية، بعيدة الأثـر، وتلك هي غيـاب «الوَطَنيَّة» بالمعنى المتعارَف عليه في أوطان أخرى وتَواريخ مُختلفة. ذلك أن حَيَويَّة الوَطَنيَّة في بَلَـدٍ من البلدان في أي مكان وزمان هي نتيجة لتهديد مباشر يَمـس هَويَّته أو أرضـه أو استقلاله. أي أن التهديد أو احتمال التهديد هو الذي يَخلق ردَّة الفعـل والمقاوَمة، وتلك شرارة الوَطَنيَّة.

