على أنها كانت إذا خلت إلى نفسها، وهدأت عنها ضوضاء الحياة وضجيجها، واستطاعت أن تمد نظرها إلى أعماق سريرتها حتى ترى ما في قرارتها؛ تراءى لها شبح «استيفن» في نحوله واصفراره، وحزنه واكتئابه، وبؤسه وشقائه، ومنظر عينيه الممتلئتين حزنًا ودموعًا، وقلبه المتقد حبًّا وغرامًا، ونفسه الشعرية الهائمة في أودية الهموم والأحزان، فتحن إليه حنين الغريب إلى داره، والشيخ إلى عهود صباه، وتذكر أيامه الماضية التي قضاها معها فتبكي حسرة عليه وإشفاقًا، بل وجدًا به وغرامًا، ثم لا تلبث أن ترى سحابةً بيضاء من النور ماثلة أمام عينيها، فلا تزال تنبسط وتستفيض حتى تشف عن قاعة الرقص التي شهدتها ليلة عرس «سوزان»، فترى الوجوه
...more

