More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
كل شيء له غرض! لا شيء في السماوات أو في الأرض أو بداخلي أو بداخلك خلق بدون غرض! لا حادثة في حياتك، ولا حزن ولا سعادة، ولا ألم ولا فرح، ولا فقدان خلق بدون غرض!
قبل أن تتمكن من ملء أي إناء، عليك أن تفرغه أولًا. فالقلب إناء. ومثل أي إناء لابد من إفراغه قبل التمكن من ملئه مرة أخرى، ولا يستطيع أي امرئ أن يأمل بملء قلبه بالله (سبحانه وتعالى) إذا كان إناؤه مملوءًا بغيره (سبحانه وتعالى).
تذكر أن أي شيء أسكنته قلبك سيتحكم بك، وسيصبح ما تكافح من أجله، وستكون مستعدًا للتضحية بأي شيء لامتلاكه والاحتفاظ به، وسيصبح ما تتكل عليه أولًا وأخيرًا. لذا ينبغي أن يكون ذاك الشيء أبديًّا لا يكل ولا ينكسر، ومن ثم يجب أن يكون شيئًا لا يفارقنا أبدًا. واحد فقط بهذه الصفات: الخالق.
هذه الدنيا لا تستطيع أن تكسرك- إلا إذا أذِنت لها بذلك. ولا تستطيع أن تملكك إلا إذا سلمتها المفاتيح- إلا إذا أعطيتها قلبك. ومن ثم، إذا سلّمت تلك المفاتيح للدنيا لوهلة، استَرِدها. إنها ليست النهاية. لا يتعين عليك أن تموت هنا، استرجع قلبك وضعه مع مالكه الحقيقي: الله (سبحانه وتعالى).
عندما تضع كل ثقلك على من لا يهتز ولا ينكسر ولا ينتهي، فإنك لن تسقط، ولن تنكسر.
الحب الحقيقي يحدث سكونًا، وليس لوعة. الحب الحقيقي يتيح لك أن تكون بسلام مع نفسك ومع ربك. ولهذا يقول الله تعالى:﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾. أما الهوى فعكس ذلك تماما. الهوى يجعلك شقيًّا، فهو تمامًا مثل المخدرات، ستتوق اليه دائمًا، ولكنك لن تكتفي أبدًا. وحتى إذا استسلمت له، فلن يجلب لك السعادة.
هل اقترابي من هذا الشخص الذي" أحب" يجعلني أقرب من- أو أبعد من- الله؟ أو بعبارة أخرى، هل حل هذا الشخص محل الله (سبحانه وتعالى) في قلبي؟
لا ينبغي للحب الحقيقي أو الخالص، أن يتعارض أو يتنافس مع حب أحدنا لله (سبحانه وتعالى)، بل يجب أن يدعمه. لهذا السبب، الحب الحقيقي ممكن فقط في حدود ما جعله الله مباحًا، وما غير ذلك، لا شيء أكثر من هوى،
«أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ, وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
إدراكنا بأن الله (سبحانه وتعالى) هو العروة الوحيدة التي لا تنكسر، سينقذنا من الكثير من خيبات الأمل التي نحن في غنى عنها.
الحياة الأبدية هي التي تبدأ حينما نستيقظ من هذا العالم، وفي هذه اليقظة سندرك... أنه كان مجرد حلم.
هذه الشدائد- كما نتصورها نحن- هي في حقيقة الأمر مكالمات تنبيه من السبات، تجعلنا أكثر تواضعًا، وتهزنا وتذكّرنا بضآلتنا وبعظمة الله (سبحانه وتعالى). وبهذه الطريقة توقظنا هذه الشدائد من غفوتنا وطيشنا وتشتتنا، وترجعنا إلى خالقنا. فالشدائد تنزع غطاء الراحة عن أعيننا؛ وتذكرنا بمن نكون وأين نحن ذاهبون.