قد يأتي زمنٌ تندثر فيه، وتصبح خرائبَ وَأَطلالًا، فلا يبقى من الحمراء غيرُ بعضِ جدرانها، ومن جنَّةِ العريفِ غيرُ بعض ترابها، فإذا مرَّ بها أَحدُ حَفَدتِنا في المستقبل البعيد، ووقفَ في هذا الموضع، ونظر إلى الأطلال والدمعةُ في عينهِ، والحسرةُ في قلبه، وقال: هنا تأَلَّقَ مجدُ أجدادي وهنا تقلَّص، هنا قامتْ مدينةٌ بناها الشمم وهدمها الفساد، هنا ضاعت أَمجادي وحالَ عِزِّي، فأَصبحتُ من أُمَّةٍ خاملةٍ مُضيَّعة، وأنا سليلُ شعبٍ رفع للمدنيَّةِ منارَها، وكان للوطنيَّة فخارها! هذا الحفيد سيُعلنُ أبا عبد الله مضيِّعَ عرشِ أجداده، ولكنَّه لن يلعنَ من استماتوا في سبيل الذود عن حياضهم. وهذه أَعظم مكافأةٍ لنا عن
...more

