More on this book
Kindle Notes & Highlights
فسبحان مَن أعطى الهوى كلَّ سلطةٍ فصارَ به السلطانُ أطوعَ من عَبْدِ ومَن قسَمَ النارَيْنِ، نارًا بخدِّها من الحُسنِ والأُخرى بقلبي من الوَجدِ!
قد يأتي زمنٌ تندثر فيه، وتصبح خرائبَ وَأَطلالًا، فلا يبقى من الحمراء غيرُ بعضِ جدرانها، ومن جنَّةِ العريفِ غيرُ بعض ترابها، فإذا مرَّ بها أَحدُ حَفَدتِنا في المستقبل البعيد، ووقفَ في هذا الموضع، ونظر إلى الأطلال والدمعةُ في عينهِ، والحسرةُ في قلبه، وقال: هنا تأَلَّقَ مجدُ أجدادي وهنا تقلَّص، هنا قامتْ مدينةٌ بناها الشمم وهدمها الفساد، هنا ضاعت أَمجادي وحالَ عِزِّي، فأَصبحتُ من أُمَّةٍ خاملةٍ مُضيَّعة، وأنا سليلُ شعبٍ رفع للمدنيَّةِ منارَها، وكان للوطنيَّة فخارها! هذا الحفيد سيُعلنُ أبا عبد الله مضيِّعَ عرشِ أجداده، ولكنَّه لن يلعنَ من استماتوا في سبيل الذود عن حياضهم. وهذه أَعظم مكافأةٍ لنا عن
...more
سِرْ يَا ظَلُومُ مُهَدِّدًا مُتَوَعِّدًا مَا أَنْتَ إِلَّا الحاكمُ المتحكِّمُ وَحيالَ سُدَّتِكَ المنيعةِ عصبةٌ تعنو لِمَا تَبْغِي وقومٌ نُوَّمُ لَهُمُ لأمركَ طَاعةٌ عميتْ فَإِنْ تَفْتُكْ بِهِمْ صَلُّوا عَلَيْكَ وَسَلَّمُوا أَلِفُوا الخمولَ وَعَوَّدُوا أروَاحَهُمْ ذُلًّا فَلَا تَشْكُو وَلَا تَتَظَلَّمُ لَكَ فِي الْوَرَى حَتَّى الْحَرَامُ مُحَلَّلٌ أَمَّا عَلَيْهِمْ فَالْعَفَافُ مُحَرَّمُ للهِ من جَورِ الشَّرَائِعِ إِنَّها نِيرٌ عَلَى عنقِ الضعيفِ مُحَكَّمُ •••
أَتَظُنُّ أَفْئِدَةَ الْعذَارَى سِلْعَةً تُشْرَى بِمَالٍ أَوْ بِسَيْفٍ تُغْنَمُ كذبتْكَ نَفْسُكَ إِن بين ضلوعنا من غامِضِ النزعاتِ مَا لَا تَعْلَمُ فَاذهَبْ بِتَاجِكَ إِنَّ عَاطِفَةَ الْهَوَى عِنْدِي لَأَثْمَنُ مِنْ حلاهُ وَأَعْظَمُ
ابن حامد :السلطان كان عندكِ؟ ويلٌ له! أَلم يعلم أَن الأعْدَاءَ أَحَاطُوا بالمدينة؟ ألم يعلم أن عرشَهُ على شفيرِ الهاوية؟ تنبَّئُوا أن المملكة ستسقط عن يده، وقد صحَّت النبوءَةُ؛ فسلامٌ يا وطن أجدادي!
لَوْلَا دمٌ عربيٌّ في العروق جرى هجرتُ من أجلِكِ الدنيا وأوطاني لكنَّ مجدَ جدودي من قبورِهِم لنصرة الوطن المحبوب ناداني لبَّيْكُمُ يا أُبَاةَ الضَّيمِ ها أنذا ما خاب ظنُّكُمُ في ليث قحطانِ رُوحِي وَمَا مَلَكَتْ كَفِّي فِدَى وَطَنِي فَلْينْسج الموتُ منذُ اليومِ أَكْفَانِي
نورٌ سطَع من الجزيرةِ فطارت بمشاعيلهِ نسورُ الإسلَامِ حاملةً إلى العالم كلَّ تمدُّنٍ وكلَّ عمران، فجثَم خالدٌ على سفح حرمون، وحوَّم ابن العاص على ضفاف النيل، ورفرف موسى على مجاهل إفريقية، وبسط طارقٌ جناحَيْهِ عَلَى جنَّاتِ الأندلس؛ فازدهرت الصحارى، وعمرت القفار، فيا لك من نُور! ولكن ماذا يفيد التغني بأمجاد الماضي، والحاضر تختلج فيه الحسرةُ، والغدُ تغشاه الظلمة؟!
التَّرَفُ قبلةُ نفوسِهِم، والفساد وجهةُ ميولهم، والشقاقُ مطمح زعمائهم، والجَوْرُ شعارُ ملوكهم!
إِنْ لَمْ نَجُدْ لِبِلَادِنَا بِدِمَائِنَا مَا أَنْتِ مُسْلِمَةٌ وَلَا أَنَا مُسْلِمُ «لَا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الْأَذَى حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ»٢

