على القارئ (في هذا الحال أنا القارئ الجالس في المقهى وأمامي على الطاولة ديوانا شعر ريلكه ولابيه بالألمانية والفرنسية) أن يتعمق في فهم الكلمات بصورة عاطفية حميمة، ودون اللجوء إلى أي تفسيرات لغوية، بل النظر إليها كتجربة عارمة، مهيمنة، مباشرة، دون كلمات التي تُعيد من جديد خلق العالم وتعريفه عَبْر صفحات ديوان الشعر وأبعد من ذلك ـ أو ما سمّاه نيتشه «حركة الأسلوب» عَبْر النص. قد تكون الترجمة من الأمور المستحيلة؛ قد تكون تضليلاً وخداعاً، تزويراً واختراعاً، أكذوبة بيضاء. إلاّ أنّ من يشارك في حركة الأسلوب وينقلها من لغة إلى لغة أخرى يصبح أذكى، يتحوّل إلى قارئ أفضل: أقل اعتداداً بنفسه، لكن أكثر رهافة في
...more