أما أنا، القارئ الحالي، فأخزّن ملاحظاتي عن القراءة في ذاكرة الحاسوب الموجود بحوزتي. وكما كان عالم عصر النهضة يجول في رحاب صروح الذاكرة للتوصل إلى نص أو اسم، أدخل أنا كالمكفوف داخل المتاهات الإلكترونية الموجودة داخل الحاسوب. بمعونة هذه الذاكرة أستطيع أن أتذكّر بصورة أدق (إذا ما كانت الدقة مطلوبة) وأشمل (إذا ما بدت النوعية ضرورية) مما كان يستطيعه أسلافي العظماء. أما نظام ملاحظاتي والنتائج المستخلصة منه فيجب أن أعده بنفسي. علاوة على ذلك، فأنا أخشى باستمرار فقدان ذكرى مخزونة ـ الخوف الذي كان يبدأ عند أسلافي فقط عند تقدمهم في السنّ