وحتى العصور الوسطى المتأخرة كان الكتّاب يفترضون أن قراءهم يهتمون في المقام الأول بالاستماع إلى النصوص أكثر من رؤيتها، نظراً لأنهم أنفسهم كانوا ينطقون كلماتهم بصوت مسموع خلال كتابتها. ونتيجة قلّة عدد الذين كانوا يحسنون القراءة، فإنّ القراءات العامة كانت أمراً شائعاً في ذلك الحين. لهذا السبب كانت نصوص العصور الوسطى ترجو الجمهور «الإنصات» إلى حكاية أو قصة. وهكذا فإنّ أصداء سلفية ما زالت موجودة حتى اليوم فيما نقوله من عبارات، مثل: «سمعت من فلان أو علاّن» (الذي يمكن أن يعني: إني استلمت رسالة)، أو: «فلان وعلاّن قال» (أي «فلان وعلاّن» كتب رسالة)، أو: «إن هذا النص غير جيد على السمع» (أي: «إنه غير
...more