Kindle Notes & Highlights
وسأل رجل آخر أن يقرضه مالا، فوعده ثمّ غدر به، فلامه النّاس، فقال: لأن يحمرّ وجهي مرّة أحبّ إليّ من أن يصفرّ مرارا كثيرة.
وقال ديوجانس: الدّنيا سوق المسافر، فليس ينبغي للعاقل أن يشتري منها شيئا فوق الكفاف.
قيل لطيماثاوس: لم صرت تسيء القول في الناس؟ قال: لأنه ليس يمكنني أن أسيء إليهم بالفعل. وكان مرّة في صحراء، فقال له إنسان: ما أحسن هذه الصحراء! قال: لو لم تحضرها أنت.
قال فيلسوف: إذا نازعك إنسان فلا تجبه، فإنّ الكلمة الأولى أنثى وإجابتها فحلها، وإن تركت إجابتها بترتها وقطعت نسلها، وإن أجبتها ألقحتها، فكم من ولد ينمو بينهما في بطن واحد.
وقال عليّ بن أبي طالب- كرّم الله وجهه- لرجل من بني تغلب يوم صفّين: أآثرتم معاوية؟ فقال: ما آثرناه، ولكنّا آثرنا القسب الأصفر، والبرّ الأحمر، والزّيت الأخضر.
وقال إبراهيم بن السّندي: أيقظت أعرابيّة أولادا لها صغارا قبل الفجر في غداوت الربيع وقالت: تنسّموا هذه الأرواح، واستنشقوا هذا النسيم، وتفهّموا هذا النعيم، فإنه يشدّ من منّتكم.
المزوّر المرائي إذا ضاف إنسانا حدّثه بسخاوة إبراهيم الخليل، وإذا ضافه إنسان حدّثه بزهد عيسى بن مريم.
من ضاف البخيل صامت دابّته، واستغنى عن الكنيف، وأمن التّخمة.
أنس بن مالك: كل بيت لا يدخله الضّيف لا تدخله الملائكة.
قال جعفر بن أبي طالب للنّجاشيّ في حديث: بعث الله تعالى رسولا فينا نعرف صدقه وأمانته، فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده ونخلع ما كنّا نعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرّحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدّماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزّور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.
هذا صحيح، ومثاله أنّ العاقل إذا خاطب العاقل فهم وإن اختلفت مرتبتاهما في العقل، فإنهما يرجعان إلى سنخ العقل، وليس كذلك العاقل إذا خاطب الأحمق، فإنهما ضدّان، والضّدّ
يهرب من الضدّ، وقد قيل لأبي الهذيل العلّاف- وكان متكلّم زمانه-: إنّك لتناظر النّظّام وتدور بينكما نوبات، وأحسن أحوالنا إذا حضرنا أن ننصرف شاكّين في القاطع منكما والمنقطع، ونراك مع هذا يناظرك زنجويه الحمّال فيقطعك في ساعة. فقال: يا قوم إن النظّام معي على جادّة واحدة لا ينحرف أحدنا عنها إلّا بقدر ما يراه صاحبه فيذكّره انحرافه، ويحمله على سننه فأمرنا يقرب، وليس هكذا زنجويه الحمّال فإنه يبتدئ معي بشيء، ثم يطفر إلى شيء بلا واصلة ولا فاصلة، وأبقى، فيحكم عليّ بالانقطاع، وذاك لعجزي عن ردّه إلى سنن الطريق الذي فارقني آنفا فيه.
العادات قاهرات، فمن اعتاد شيئا في السّرّ فضحه في العلانية.
وقال محمد بن واسع: ينبغي للرّجل أن يكون مع المرأة كما يكون أهل المجنون مع المجنون، يحتملون منه كلّ أذى ومكروه. قيل لمالك بن دينار: لو تزوجت، قال: لو استطعت لطلّقت نفسي. قال شقيق: اشتريت بطّيخة لأمّي، فلما ذاقتها سخطت. فقلت: يا أمّي، على من تردّين القضاء ومن تلومين، أحارثها أم مشتريها أم خالقها؟ فأمّا حارثها ومشتريها فما لهما ذنب، فلا أراك تلومين إلا خالقها.
وقيل لابن المبارك: إنك لتحفظ نفسك من الغيبة. قال: لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والديّ، لأنهما أحقّ بحسناتي.
وقال حاتم: لا تنظر إلى من قال، ولكن انظر إلى ما قال. وقال مالك بن دينار: إنّي لا أقدر أن أعمل بجميع ما أقول.
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لأنّا من غير الدّجّال أخوف عليكم. قيل: ومن هو؟ قال: الأئمة المضلّون.
وقال الثّوريّ: العلم طبيب الدّين، والمال داؤه، فإذا رأيت الطّبيب يجرّ الداء إلى نفسه فكيف يعالج غيره.
وقال قاسم بن محمّد: لأن يعيش الرّجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم.
وقال حاتم: إذا رأيت من أخيك عيبا فإن كتمته عليه فقد خنته، وإن قلته لغيره فقد اغتبته، وإن واجهته به فقد أوحشته، قيل له: كيف أصنع؟ قال: تكني عنه، وتعرّض به، وتجعله في جملة الحديث. وقال: إذا رأيت من
وقال بعض السلف: الزهد خلع الراحة، وبذل الجهد، وقطع الأمل.
وقال أبو ذرّ: كيف يكون حليما من يغضب على حماره وسخله وهرّه.
من ضاق صدره اتّسع لسانه. وحسبك داء أن تصحّ وتسلما
ما أدرك النّمّام ثارا، ولا محا عارا.
من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون. الضّرّ خير من الفاقة،
صحبة الأشرار، تورث سوء الظّنّ بالأخيار،