ما الذي يعرفونه مما مر بك ومما شكَّل وجدانك، معارفك، اختياراتك، وصفاتك الإيجابية والسلبية، طوال ثلاثين سنة عشتها بعيدًا عنهم؟ ماذا يعرفون عن لغتك؟ لغتك التي اختلط فيها ما يشبههم وما يخالفهم، لغتك في الذهن وفي القول وفي الصمت والعزلة وفي الخصومة والرضى؟ أنت لم تنتقل من سواد فوديك إلى شيْبهِما تحت أعينهم. لا يعرفون أصدقاءك وصديقاتك ولا عاداتك الصغيرة. وإذا عرفوا عاداتك، هل سيقرّونها؟ موقفك من فكرة العائلات كلها، ومن المرأة ومن الجنس ومن الأدب والفن والسياسة؟ لا يعرفون العيوب التي تخلصت منها، ولا العيوب التي اكتسبتها منذ تركتهم.