More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
منذ ذلك الصيف أصبحتُ ذلك الغريبَ الذي كنت أظنه دائمًا سِواي.
الناس يتعلقون بالشعر المباشر في أزمنة البطش فقط، أزمنة الخرس الجماعيّ. أزمنة الحرمان من الفعل والقول.
لماذا يظن كل شخص في هذا العالم أن وضعه بالذات هو وضعٌ «مختلف»؟! هل يريد ابن آدم أن يتميز عن سواه من بني آدم حتى في الخسران؟
الشعور بالراحة ليس كاملًا، الشعور بالأسى ليس كاملًا.
(يا أخ) هي، بالتحديد، العبارة التي تُلغي الأخُوة!
منذ الـ١٩٦٧ وكل ما نفعله مؤقت و«إلى أن تتضح الأمور».. والأمور لم تتضح حتى الآن بعد ثلاثين سنة (!)
نعم أهلنا الذين طردتهم إسرائيل من مدنهم وقراهم الساحلية عام ١٩٤٨، أهلنا الذين انتقلوا اضطرارًا من جزء الوطن إلى جزئه الثاني وجاءوا للإقامة في مدننا وقرانا الجبلية أسميناهم لاجئين! وأسميناهم مهاجرين!
أليس طريفًا وغريبًا أننا عندما نصل إلى مكان جديد يعيش لحظته الجديدة نروح نبحث عن عتيقنا فيه؟
ما الذي يعرفونه مما مر بك ومما شكَّل وجدانك، معارفك، اختياراتك، وصفاتك الإيجابية والسلبية، طوال ثلاثين سنة عشتها بعيدًا عنهم؟ ماذا يعرفون عن لغتك؟ لغتك التي اختلط فيها ما يشبههم وما يخالفهم، لغتك في الذهن وفي القول وفي الصمت والعزلة وفي الخصومة والرضى؟ أنت لم تنتقل من سواد فوديك إلى شيْبهِما تحت أعينهم. لا يعرفون أصدقاءك وصديقاتك ولا عاداتك الصغيرة. وإذا عرفوا عاداتك، هل سيقرّونها؟ موقفك من فكرة العائلات كلها، ومن المرأة ومن الجنس ومن الأدب والفن والسياسة؟ لا يعرفون العيوب التي تخلصت منها، ولا العيوب التي اكتسبتها منذ تركتهم.
رضوى على حق.. مع الأصدقاء تخف وطأة الحزن.
هل الوطن هو الدواء حقًّا لكل الأحزان؟ وهل المقيمون فيه أقل حزنًا؟
كأننا نختار الجانب العملي في التعبير عما بداخلنا ونتجنب عمدًا تشجيع أبنائنا على الوضوح العاطفي.
السعيد هو السعيد لَيلًا، والشقيّ هو الشقي لَيلًا، أمّا النهار، فيشغل أَهْلَه!
من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من «ثانيًا»!