More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
الغريبُ هو الشخص الذي يجددُ تصريحَ إقامته. هو الذي يملأ النماذج ويشتري الدمغات والطوابع، هو الذي عليه أن يقدّمَ البراهين والإثباتات. هو الذي يسألونه دائما: «مِن وين الأخ؟» أو يسألونه: «وهل الصيف عندكم حار؟» لا تعنيه التفاصيل الصغيرة في شؤون القوم أو سياساتهم «الداخلية» لكنه أول من تقع عليه عواقبها. قد لا يفرحه ما يفرحهم لكنه دائما يخاف عندما يخافون. هو دائما «العنصر المندسّ» في المظاهرة إذا تظاهروا، حتى لو لم يغادر بيته في ذلك اليوم. هو الذي تنعطب علاقتُه بالأمكنة، يتعلق بها وينفر منها في الوقت نفسه، هو الذي لا يستطيع أن يروي روايته بشكل متصل ويعيش في اللحظة الواحدة أضغاثًا من اللحظات، لكل
...more
bayaan liked this
لكن ثنائية الدهاء والغباء، تمتزج في المشروع الصهيوني منذ بداياته. وهناك باستمرار في إسرائيل، رموز تمثل طرفي المعادلة الواحدة.
هل من الممكن إعفاءُ الخاسر والمقهور من السياسة؟ هل يمكن إبعاده عنها؟ كيف يقتنع النقاد الفرانكوفونيون والأنجلوساكسونيون العرب بذلك؟ إن أحدًا لم يعرّف لهم الفن جيدًا، ولم يعرّف لهم السياسة جيدًا. يتحدثون عن السياسة بصفتها «وقائع»! كأن أحدًا لم يشرح لهم الفرق بين «الوقائع» و«الواقع» الذي يشمل كل عواطف البشر ومواقفهم، ويشمل الزمان المثلث الأضلاع (ماضي اللحظات، حاضرها، مستقبلها). يتحدثون عن السياسة بصفتها قرارات الحكومات والأحزاب والدول. يتحدثون عنها بصفتها نشرة أنباء الساعة الثامنة فقط! السياسة هي شكل العائلة على مائدة الإفطار. مَن الحاضر حول المائدة ومَن الغائب ولماذا غاب؟ من يشتاق لمن، عندما
...more
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
ورغم ذلك كله فلم أكن ذات يوم مغرمًا بالجدال النظري حول من له الحق في فلسطين. فنحن لم نخسر فلسطين في مباراة للمنطق. لقد خسرناها بالإكراه وبالقوة.
لعل هذا ما أردتُ أن ألخصه حول طفل الاحتلال: الشخصيةِ المُركبة التي تجمعُ شفافية المشاعر واقتحامية السُّلوك. الفزع والجرأة، الهشاشة والغلظة.