ما أكثر هذا المتاع على طالب الخلوة وما أمضاها في إفسادي. إذا سهرتُ لأشهد مطالع الأنوار الإلهية ضيّعت عليّ ذلك حشيّة الصوف بالنوم، وإذا لزمت الصمت لأسمع حفيف الأسرار القدسيّة قرقرت بطني فجعتُ وانشغلت، وإذا أشعلت مصباحي وأخرجت أوراقي وغمست دواتي في قنينة الحبر ووضعتها حيث توقفتُ ليلة البارحة انشقّ من حيث تتماس الدواة والورق شبّاكٌ تطلّ منه أرباض الأندلس وأزقة فاس وزوايا تونس وخوانق القاهرة وشعاب مكة وحوانيت بغداد وغوطة دمشق وبحيرات قونيّة... أي عزلة هذه!
Ali Shalwani liked this