تخيل أن لا ينعم الله عليك برضاه فحسب بل يُشعرك بهذا الرضا أيضاً. أحياناً أكون في شأنٍ عابر من شؤوني اليومية، جالساً أقرأ رسائل للبلاط أو ماضياً لأشتري طعاماً من السوق، أو سادراً في حديث مع شخصٍ في مجلس، وفجأةً أشعر وكأني عبرت شلالاً من نور، مشيت تحته لثوانٍ ثم خرجت منه. وأشعر وكأني أرى أمامي دهاليز النفس لامعة نظيفة وكأني خُلقتُ للتوّ. وأشعر كأن كل حلم من أحلامي وأمنية من أمنياتي قد خرجت من نفسي وصعدت إلى السماء، فشُّذبت ورُتبت وعُدلت وصيغت في حالٍ أطهر ثم أُعيدت إلى صدري مرةً أخرى. لأن الأحلام يا أخي إذا تأخرت في صدرك تفسد، وإذا باتت في نفسك سنة بعد سنة تشوبها الشوائب وتتراكم فوقها أتربة من
...more

