ولكني أعلم أن بلوغي هذا العمر لا يشبه بلوغي أي سنة قبلها. لا الثانية والستون ولا الحادية والستون. إنه العمر الذي لا بدّ فيه للمرء أن تنقلب أحواله وتتغير أقواله وأفعاله. إنه العمر الذي توفي فيه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أدّى رسالته ونصح أمته. لم يمنحه الله عاماً واحداً بعد هذا العمر ومنحه ليّ أنا الفقير الحقير. لا شك أن السنوات التي يمنحني إياها الله ويمنعها عن حبيبه وخليله سيكون حسابها عسيراً. فويلٌ لك يا محيي إن ضيّعتها في ما لا ينفع. قم من فراشك. اخرج إلى درسك. اصدع بما في نفسك. اكتب ما كشفه الله لك علماً وبحثاً وعرفاناً.

