More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
– أأمنت أن يأتيك الموت وأنت على شرّ حالة؟
عندما يفسد رأس الرعية يصبح الفساد ديدناً عاماً في البلد، وعندما تكون البلد محاصرة فإنه لا تعود هناك فرصة للهواء النظيف أن يدخل إلى الغرف الخانقة، وعندما تضيق الأرزاق وينعدم الأمل يبرّر الناس لأنفسهم كل عملٍ سيئ بدعوى الاضطرار والضرورة.
ألا يُسقطه عنك الله لصغر سنك؟ – لو كان يسقطه عني لما قضاه عليّ وهو أعلم العالمين. قضاء الله لا يردّ على أحد، وكلكم يقضي ديون طفولته في رشده. فمن ضاق صدره دون سبب وشعر بالألم دون داعٍ فليعلم أنه دَينٌ نسيه هو... ولا ينساه الديّان.
استولى عليّ الملل وهو شيطانٌ من الشياطين، يقتل الهمّة ويرخي العزم.
قال لي أحد المعزين: ”آخر الأحزان يا سيدنا“. ما أسخف هذه العبارة. لا هي أمنية فتتحقق، ولا دعاء فيُستجاب. كلما ردّدها أحدهم سمعها الناس هكذا: ”آخر الأحزان“ وسمعتها أنا هكذا: ”أتمنى لك الموت عاجلاً قبل أن يصيبك الحزن التالي“. من نحن بلا أحزان؟ كيف نأمن على أنفسنا بدونها ألا نتيه في أودية الغفلة مثل شياهٍ ضالة؟ ما أحب الحزن إلى نفس الصوفيّ وما أمقته على نفس الجاهل الذي ألهته الدنيا. يريني الله في الطريق حزناً بعد حزن.