بلى سررت، خصوصًا لإقدامي عليها، لكني لا أخفي عليك أني كنت أستعد للرجوع إلى الأستانة، فإن تلك العيشة المملوءة من الحركة الدائمة لا تروق لي؛ لأن الملك نفسه هناك كتلميذ مدرسة ليس له ساعة فراغ، فهو عبد الشعب مع أن الشعوب خُلقت لتكون عبيدنا. فالتفت عالي باشا إلى من حوله خوفًا من أن يكون قد سمع أحد ذلك الكلام من فم السلطان الذي أتمَّ كلامه فقال: إن الشعوب الأوروبية كثيرة الاهتمام بالأمور التافهة كالفنون والصناعة والزراعة والتجارة والسياسة، ويغفلون عن أهم شيءٍ في هذه الدنيا ألا وهو الحرص على السلامة.

