Kindle Notes & Highlights
by
أمين أرسلان
Read between
December 19 - December 21, 2020
بلى سررت، خصوصًا لإقدامي عليها، لكني لا أخفي عليك أني كنت أستعد للرجوع إلى الأستانة، فإن تلك العيشة المملوءة من الحركة الدائمة لا تروق لي؛ لأن الملك نفسه هناك كتلميذ مدرسة ليس له ساعة فراغ، فهو عبد الشعب مع أن الشعوب خُلقت لتكون عبيدنا. فالتفت عالي باشا إلى من حوله خوفًا من أن يكون قد سمع أحد ذلك الكلام من فم السلطان الذي أتمَّ كلامه فقال: إن الشعوب الأوروبية كثيرة الاهتمام بالأمور التافهة كالفنون والصناعة والزراعة والتجارة والسياسة، ويغفلون عن أهم شيءٍ في هذه الدنيا ألا وهو الحرص على السلامة.
فقلقت مهرى، وقالت على مسمع من السلطانة علية: نحن بالاسم سلطانات وبالفعل إماء ترفعنا لحظة وتسقطنا لفتة، فطوبى للسلطانات الأوروبيات إذا لبسن التاج مرة أمن عليه من السقوط، فأجابتها: لا، لا نزال نحن أسعد منهن حالًا. نعم إن سعادتنا تتوقف على رضى رجلٍ واحد لا يتبع إلا هواه، ولكن الأوروبيات يتعلقن برضى الشعب كله، فلم تفهم مهرى ماذا تريد بقولها. ولم يؤثر هذا الكلام بها، ولما انصرف الجميع كتبت إلى شقيقها حسن ما يأتي:

